إعلانات مشبوهة ومستفزة ضد الإنسانية والدين.. إعلانات قذرة تذاع علي بعض الفضائيات المصرية الخاصة علي القمر الصناعي "نايل سات".. هذه الفضائيات الخارجة علي أطر التقاليد والقوانين تمجد أشخاصا أقل ما يقال عنهم أنهم "نصابون" ولا يستطيعون علاج أنفسهم.
من هذه الإعلانات الخارجة إعلان "الصادق الأمين" الحاصل علي الدكتوراة من المس السفلي.. نعم هكذا يقول بغبغان الإعلان.. ويضيف: إن فلان الفلاني المغربي أو اللبناني هو الشخص الوحيد القادر علي علاج كل الأمراض العضوية والنفسية والجنسية والعاطفية.. وذلك لأنه الشخص الوحيد الصادق في هذا المجال.
إنه الصادق الوحيد في رد المطلقات في أقل من ساعة وتزويج العوانس في أقل من يوم واحد وإعادة الحبيب الغضبان لحبيبته خلال دقائق.. كما أنه الصادق الوحيد في إعادة النفسية المطمئنة إلي المريض نفسيا.. مع حل كافة المشاكل المعقدة والتقريب بين الزوجين المتخاصمين وإعادتهما لبعضهما فورا.
هكذا أيها السادة عمليات نصب مشبوهة تذاع علي ملايين المشاهدين بهدف جمع المليارات من الجنيهات.. ولم يخطر ببال هذه الفضائيات أنها تخاطب مجتمعا غالبية سكانه من الجهلاء ثقافيا ودينيا الذين يقعون بسهولة فريسة لهذه الخزعبلات.
والسؤال الذي يردده الكثيرون هو: لماذا نحن معشر المسلمين الذين يمسنا الشيطان ويتم تدمير حياتنا بالحسد والغل والبغيضة.. ولماذا لا يحدث هذا في بلاد الفرنجة؟! طبعا كلنا يعرف الإجابة!
ولماذا نحن معشر المسلمين الذين نربي أولادنا علي الخوف حتي من دخول "الحمام" حتي لا يخرج منه الجان والشيطان.. مثل "الكنيف" زمان.. لدرجة أن غالبية أطفالنا وكثيرا من كبارنا يخافون فعلا من دخول "الحمام" إلا في وجود من يشجعهم علي ذلك.. صحيح هناك دعاء نقوله لحظة دخول الحمام وهو "اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث" وطبعا يكفي لإزالة الرهبة التي توارثناها عن جهل السابقين.
وبجانب هذا الرعب من جان وشياطين الحمام.. نجد الترويج والإيمان بالحسد المبالغ فيه جدا.. صحيح الحسد موجود ونواجهه بالإيمان بالله وبقراءة المعوذتين.. إلا أن البعض يجعله قضيته الأولي في الحياة.. لدرجة أنه يخفي مرتبه أو السندوتش الذي اشتراه عن عيون زملائه في العمل.
أعرف صديقا فتح الله سبحانه وتعالي عليه جدا وعنده سيارة مرسيدس فارهة إلا أنه يذهب إلي عمله بسيارة 127 مهشمة ليوضح للجميع أنه لا يمتلك شيئا.. سبحان الله من هذا الخوف المبالغ فيه.. صحيح الحديث الشريف يحثنا علي قضاء حوائجنا بالكتمان.. لكن بعد ذلك لابد من شكر الله علي نعمته.
كلمة هامة:
سألت صديقا مثقفا: إيه رأيك فيمن يدعي أنه الصادق الوحيد في علاج الأمراض؟! قال: يروح يعالج وينقذ نفسه وأهل بيته أولا.. كفاية نصب واحتيال.. ولابد من موقف مع الجميع سواء مع هذه الفضائيات الخارجة علي العادات والتقاليد والقوانين أو الأشخاص النصابين!