مازال د. أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج بعيداً كل البعد عن المشاكل التي تؤرق الرأي العام السوهاجي ولم يتطرق حتي الآن إلي المشروعات الحيوية في القري والمراكز وكل ما فعله انشغل بنظافة الشوارع وإزالة الإشغالات.
هذه المحافظة التي تعد من المحافظات الأشد فقراً سواء في اقتصاد الفرد أو الخدمات العامة التي يحصل عليها المواطن لم نشهد فيها أي جديد أو طفرة في أي مجال من مجالات الحياة.
د. أيمن لم يقدم أي جديد حتي في مجال تخصصه حيث انه كان يشغل وكيلاً لوزارة الصحة "سابقاً" ورغم ذلك لم ينجح في تخصصه فالمستشفيات خاوية علي عروشها من التجهيزات الطبية وعدم وجود كوادر طبية في معظم التخصصات الطبية علاوة علي اختفاء مجانية العلاج ومعظم الوحدات الصحية في القري أصابتها الشيخوخة رغم حداثة تطويرها بالإضافة إلي عدم وجود أطباء في هذه الوحدات وانعدام الخدمات الصحية بها.
المستشفيات العامة والمركزية في القري والمراكز لا يوجد بها أبسط مقومات العلاج وتنظيم الأسرة تحول إلي سراب والأمصال اختفت من المستشفيات والوحدات الصحية وأكياس الدم تباع في المنازل وهذه كارثة بكل المقاييس.
اتصل بي أحد الأشخاص منذ أيام وأبلغني ان نجلة شقيقه تعاني من الموت داخل مستشفي البلينا المركزي حيث ان الطبيب طلب منه شراء دم للمريضة وعندما سأل عن منابع الشراء أبلغوه ان هناك موظفا في المستشفي يقوم ببيع أكياس الدم داخل منزله بالفعل توجه إلي هذا الموظف وطرق الباب وعندما خرج له الموظف أبلغه انه يحتاج كيس دم وطلب منه مبلغ 300 جنيه وأعطاه الدم وعندما تم نقله للمريضة فقدت الوعي وأصيبت بالفشل الكلوي.
هذه الواقعة الخطيرة لا يدري بها وزير الصحة أو محافظ سوهاج لانهما غير مؤهلين لرعاية المواطنين.
أما المجالات الأخري الخدمية مازالت القري تعيش علي ما كانت عليه في الماضي حتي مشروع الصرف الصحي في القري مازال محلك سر وعلي سبيل المثال مشروع الصرف الصحي في قرية الغابات الذي أنفقت عليه الدولة ملايين الجنيهات وتم حفر الأبيار ومد مواسير الصرف منذ 7 سنوات لكن المشروع توقف دون سابق انذار وأهدر فيه المال العام ومع ذلك المحافظ لم يحاول فتح هذا الملف الخطير حتي لا يؤرق أعصابه.
هذا المشروع يبدو انه يحتاج إلي النيابة العامة للتحقيق فيه بعد أن تم اهدار المال العام فيه لكن أين المحافظ الذي يحرك المياه الراكدة في سوهاج هل يدري بالمعاناة التي يعانيها المواطن السوهاجي؟ وما هي المهمة المكلفة بها؟ وأين الخطة التي وضعها قبل أن يتولي قيادة المحافظة؟ إذا كان هذا المحافظ لا يدري بما يدور في اختصاصاته فهل يدري بما يدور في المجالات الأخري وهل يتحرك هذا المحافظ للتعرف علي عصابات بيع أكياس الدم في مركز البلينا وإحالة ملف مشروع الصرف الصحي في قرية الغابات إلي النيابة العامة.
لقد انتهت عصور التعتيم وطمس الحقائق والآن أصبحنا نعيش في عصور الشفافية والوضوح وإذا كان المحافظ غير قادر علي الأداء ومتابعة مشاكل الجماهير فمن الأولي أن يقدم استقالته لأنه سوف يعرض نفسه للسجن في حالة إهماله لكن يبدو اننا نشاهد بوادر تغيير وزاري واقالة عدد من المحافظين قريباً بإذن الله وسوف يكون محافظ سوهاج واحداً من هؤلاء لانه لا يعلم شيئاً عن محافظة سوهاج.