ككل مجال.. للعملة دائما وجهين.. لذلك: استفادت الكرة المصرية عندما نظم الاتحاد الدولي لكرة القدم عمليات بيع وشراء اللاعبين من خلال وكلاء معتمدين. حيث فتح هذا النظام الأبواب لتسويق لاعبينا اوروبيا. وحقق احلام بعض الموهوبين. واستفادت انديتهم من اثمانهم الكبيرة. وهذا ماحدث مؤخرا في صفقتي عمر جابر لاعب الزمالك الذي انتقل لبازل السويسري. ورمضان صبحي المنتقل من الاهلي الي ستوك سيتي.
غير ان الوجه الآثم لهذا النظام يتمثل ( عندنا ) بأن بعض وكلاء اللاعبين المعتمدين لدينا فتحوا سوقا موازيا لهم من الباطن يتعاملون فيه مع كشافين ووسطاء وسماسرة. هم من يتفاوضون ويسوقون املا في الحصول علي الهبرة المعتبرة في كل صفقة.!!.
هذا الاسلوب اصبح فخا للاندية المصرية. وتحديدا الاهلي والزمالك.. حيث يبدأ الوسيط في تسويق أي لاعب حتي لو كان ( نص لبة ) إعلاميا من خلال تسريب بعض الاخبار من عينة :
أن ناديا كبيرا يتفاوض معه. أو انه تلقي عرضا شفهيا من أحد أعضاء مجلس إدارة النادي ( وخللوا بالكم من شفهيا دي ).!!.. أو أن النادي يستطلع رأي اللاعب قبل التعامل مع ناديه الأصلي. أو أن اللاعب الفلاني يحلم بارتداء الفانلة الحمراء. أو انه زملكاوي حتي النخاع.
هكذا تتسع دائرة الاخبار التسويقية المضروبة لتسفر في كثير من الاحيان عن اشتعال المنافسة التقليدية بين الناديين الكبيرين لشراء هذا اللاعب أو ذاك من باب أن من لم ينفعني يجب أن لاينتفع به منافسي. ولو حسبنا كم خسر الناديين في هذه المنافسة المحمومة. والصفقات المضروبة لأدركنا فداحة الارقام.. ملايين الجنيهات دفعت في لاعببين بعضهم انضم ورحل دون أن يلعب سوي دقائق معدودات. وبعضهم تركه النادي مجانا بلا مقابل.
ولأن الاندية المصرية تتعامل في مجال الاحتراف بمنتهي الهواية وحُسن النوايا. وغالبا مايتم التعاقد بمعرفة رئيس النادي أو من ينوب عنه. واحيانا أبنه أو بلدياته أو صديقه.وفي رواية آخري مستشاره الإعلامي. فقد شربوا العديد من تلك الصفقات حتي الثمالة. وبعضهم وقع في فخ الأسماء الكبيرة. مثل الاسماعيلي الذي تعاقد مع النيجيري جون اوتاكا وبعد ان استقبلوه في المطار استقبال الفاتحين. فسخوا عقده بحجة أنه دون المستوي.. فلماذا لم يكتشفوه إلا بعد التوقيع المتبادل بينهما؟.
نفس الشئ حدث في الاتحاد السكندري عندما فسخ تعاقده مع اللاعب الكاميروني صامويل نليند. بعد اكتشاف اصابته بالايدز كما قالوا. فكيف وقّع النادي معه قبل الكشف الكامل عليه ؟.
مروان محسن لاعب الاهلي القادم من الاسماعيلي بـ 10 ملايين جنيه. فجأة اكتشف ناديه انه مصاب بالتهابات في الحوض. فكيف عبر الكشف الطبي الأولي دون معرفة هذا؟.
الزمالك هو الآخر له نوادر في هذا المضمار. بدليل انه يبحث عن حل للخلاص من لاعبه الزامبي ايمانويل مايوكا.
الأمثلة كثيرة في الكرة المصرية. وكلها تؤكد أن الوجه القبيح لعملة تسويق اللاعبين هو الواضح والمشهور. ليس فقط لاستغلال السماسرة والوسطاء العاملون مع الوكلاء المعتمدين. وانما لتواضع فكر انديتنا الاحترافي.. إذ كيف تطلب من مجالس هاوية إدارة فرقا للمحترفين ؟.
إنك كمن يطلب المستحيل.