الوفد
علاء عريبى
أسماء المفرج عنهم
تابعت باهتمام بالغ ما نشرته وسائل الإعلام من لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الإعلامى تشارلى روز لمحطة «بى بى سى»، ولقد توقفت أمام ما نشرته جريدة المصرى اليوم فى موقعها صباح أمس منسوبا للرئيس عن تسليم أمريكا كشوفًا بأسماء المفرج عنهم من السجون، حيث جاء الخبر كالتالى: «بأنه «أى الرئيس» تم تسليم وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، خلال اجتماع لهما، قائمة بأسماء المفرج عنهم، سواء جنائيا أو بعفو رئاسى، لإبلاغ الإدارة الأمريكية بحرص مصر على بذل كافة الجهود فى هذا الصدد، إلا أنه لا توجد تغطية إعلامية لمثل هذه الجهود».
ولأهمية التصريح أعد قراءته أكثر من مرة، وللأمانة حاولت أن أتحرى صحة ما نسب للرئيس قبل أن أكتب، عدت لأكثر من موقع اخبارى، وللأسف اتضح أن أغلب المواقع نقلت عن المصرى اليوم، وأن الفقرة الخاصة بأسماء المفرج عنهم، قد نقلت بنصها فى العديد من المواقع، ولأننى لم أتابع اللقاء المتلفز فى محطة «البى بى سى»، ولأن موقع القناة لم ينشر نص اللقاء قبل كتابة مقالى هذا، فسوف أتعامل مع نص الفقرة كما نقلتها المصرى اليوم.
الفقرة حسب نصها المنشور تكشف عن قيام الرئيس بشخصه بتسليم جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى، كشفا بأسماء المفرج عنهم من السجون المصرى، والكشف تضمن، حسب ما نسب للرئيس، أسماء المفرج عنهم جنائيا أو بعفو رئاسى، وقد توقفت أمام كلمة «جنائى»: ماذا يقصد بها؟، هل الذين قضوا عقوبة فى جرائم جنائية: اللصوص وتجار المخدرات، والقتلة...؟، هل يقصد بها الذين قضوا عقوبة فى جرائم سياسية: العنف، التظاهر، التعدى على قوات، محاولة انقلاب الحكم، التحريض على العنف..؟، وتمشيا مع السياق رجحت الدلالة الثانية الخاصة بالجرائم السياسية، ولزيادة التأكيد اتصلت ببعض الأصدقاء من المستشارين، واتفقوا معى فى ترجيح الجرائم السياسية.
قبل أن أبدأ الكتابة تذكرت تصريحا للرئيس فى لقائه مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية، وتأكيده لهم فى إطار الحديث عن قرض الصندوق الدولى «حسب نص ما نشرته الصحف»: «إن مصر لا تقبل وصاية من أحد»، وتأكيده فى أكثر من مناسبة:« إن القرار المصرى مستقل وغير تابع لأحد».. وتساءلت: إذا كنا بالفعل نردد أن القرار المصرى مستقل، وأننا لا نقبل وصاية من أحد، وأن مصر لا تتبع لأى جهة، فلماذا قمنا بتسليم وزير الخارجية الأمريكى كشفا بأسماء المفرج عنهم جنائيا أو بقرار عفو رئاسى؟.
الرئيس برر هذا المسلك بقوله «فى نفس الفقرة»: «لإبلاغ الإدارة الأمريكية بحرص مصر على بذل كافة الجهود فى هذا الصدد»، وفى فقرة أخرى:« لحرص مصر على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة».
السؤال: لماذا نشعر دائما بالذنب؟، لماذا نضع أنفسنا طوال الوقت فى خانة المتهم؟، ولماذا نعمل يوميا على توضيح مواقفنا للحكومات الأخرى؟، هل لأننا نعيش على المعونة ونستورد طعامنا وملبسنا وأدواتنا منهم؟.
يذكر أن رودريجو دوتيرتى رئيس الفلبين قال فى مؤتمر صحفى:« لن أسمح لأوباما بإلقاء دروس قى حقوق الإنسان عندما نلتقى، ووجه كلامه لأوباما قائلا:«عليك أن تحترم الآخرين ولا تلقى فقط بالأسئلة والتصريحات...سنتمرغ فى الوحل مثل خنزيرين إذا فعلت ذلك معى».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف