نفسي في أفكار براقة تساهم في حل مشاكلنا.. وليس سراً أن معظم ما يتم- الآن- من مشروعات، أو يطرح هي أفكار قديمة.. بل وسبق طرحها ومن سنوات، في مختلف القطاعات: زراعية.. صناعية.. أو غيرها.. ونجد هذا في معظم ما يطرحه معظم الوزراء.. والمحافظين.. ومن علي مستواهم.. فهل نحن «نجتر» الأفكار القديمة، ونحاول استعادتها لنقول الناس ها نحن نفكر.. أم أن كل هؤلاء يعتمدون علي أننا شعب ينسي سريعا كل ما كان قديما. وان الله منحنا نعمة النسيان لكي لا نحاسب المسئولين؟!
<< مثلاً: في القطاع الزراعي.. لا أحد ينكر أن الخروج من الدلتا والوادي الضيق، وغزو الصحراء أفكار قديمة.. وما محاولة مديرية التحرير.. ثم محافظة الوادي الجديد إلا نموذج لما فكرنا فيه بعد ذلك.. وفي المقدمة مشروع توشكي الذي اعترضت عليه، ليس طعناً في الفكرة ولكن توقيت تنفيذها.. وتدبير التمويل اللازم لها.. وأيضا فكرة المليون ونصف المليون فدان جاءت تطبيقاً عصرياً لنفس الفكرة.. بينما لم يتحدث أحد عن استنباط أنواع جديدة من الأرز والقمح والذرة مثلا لكي نرفع إنتاجية الفدان منها، كما هو في خارج مصر.. ولم نأخذ بطريقة جدية قضية أو مشكلة مياه النيل ولا كيفية تقليل الفاقد منها سواء بالبخر في مسطح بحيرة السد أو في مجري النيل وكل الترع والرياحات.. ولا حتي في إرغام الفلاح علي الحد من أسلوب الري القديم واستخدامه للوسائل الحديثة.. حتي وأن وصلنا إلي تهديده بتركيب عدادات علي المساقي لنجبره علي ترشيد الاستخدام ولا حتي تبطين أرضيات الترع لتقليل الفاقد بالتسرب إلي باطن الأرض.
<< ثم مشكلة ورد النيل الذي يشرب من المياه أكثر مما يشرب كل المصريين لم يخرج لنا واحد بفكرة يمكن تطبيقها بسرعة.. وكل ما يقال وما يتكرر- وعلي مدي سنوات عديدة- هو استخدام ورد النيل كسماد عضوي وغاز حيوي.. وهو بمئات الأطنان أمام كل قرية أو مدينة يمر بها النيل.. ولكن ما يقال عبارة عن أفكار قديمة.. يعيد كل مسئول طرحها.. عندما يتولي السلطة.. وتموت برحيله عن المنصب!!
<< ومشكلة قش الأرز وهو بمئات الألوف من الأطنان.. ويأتي شهر سبتمبر كل عام بما أطلقنا عليه «السحابة السوداء».. بسبب اصرار الفلاحين علي إحراقه في نفس الحقول.. عاماً وراء عام.. وكل ما نفعله هو تحرير المحاضر والمخالفات.. ولم تقم الدولة بأي عمل جدي للاستفادة من هذا القش.. رغم أن دولاً أخري غيرنا حولته هو وكل مخلفات الزراعة والغابات إلي موبيليا أي أثاث منزلي كامل بما يعرف باسم الخشب المضغوط، أو الحبيبي.. وللأسف كانت عندنا شركة في فارسكور قتلناها.. وكان إنتاجها يجد سوقاً طيبة لتسويقه!!
<< وها هم محافظو كفر الشيخ، الواحد وراء الآخر ما ان يجلس علي مكتبه حتي يجد ملفاً عنوانه: استغلال الرمال السوداء.. وهي من مخلفات طمي النيل التي كانت تأتينا مع فيضان كل عام. وهي فكرة بدأت أول الخمسينيات ثم اممناها وانشأنا شركة قطاع عام.. ثم قتلناها!! وكذلك فكرة شرق التفريعة والاستفادة من هذه المساحة الهائلة لتحويلها إلي منطقة عالمية: تجارة. وصناعة. وزراعة.. وأسماك.. أليست هي نفس الفكرة التي سمعنا بها منذ حوالي 40 عاماً.
أين هي الأفكار البراقة التي تحل مشاكلنا؟ الجواب عندكم أنتم..
ويا ليتنا ننفذ كل ما سبق.. حتي لا ننساها مع الزمن.