المساء
هالة فهمى
والأسلحة.. فاسدة!!
جميعنا يتذكر عهد الفساد قبيل قيام ثورة يوليو.. ونتذكر حرب 48 وكيف كانت صفقات السلاح الفاسد التي كنا نحارب بها تنفجر في مستخدمها بدلا من الهدف.
تعالوا نقتبس تلك الحالة ونتحدث عن الأسلحة الفاسدة الجديدة.. والتي تتناسب مع العصر الجديد فلم تعد الرصاصة التي تصيب القلب فترديك قتيلا هي الأخطر وإنما في زمن الفتنة أصبحت الكلمة أقوي من الرصاص والقنابل.. وما تحدثه من فتن وتفتيت للمجتمع.. أقوي من قنبلة هوريشيما ذاتها.. وساعد علي ذلك شبكات العنكبوت السامة المسماة بالتواصل الاجتماعي.. التي احتلها الفشلة والمهمشون وباعة كل شيء بدءا من الضمير والأخلاق حتي الشرف.
ولكن هناك ما يجعل تلك الأسلحة فاسدة.. وذلك بدعم انتشار الوعي والثقافة.. وتنمية الضمير والانتماء.. فتصبح تلك الأسلحة فاشلة ترتد علي مستخدمها.. كسلاح البذاءة التي يستخدمها ضعاف النفوس رقيقوا الحال والقدرات والامكانيات فيختبئون خلف البذاءة ويتجمعون علي بعضهم كما تتجمع الحشرات علي صندوق قمامة.. ينالون من الشرفاء.. وربما يساعد علي أن تصبح أسلحتهم مردودة عليهم الصمت الذي يلتزمه الهدف من البذاءة والاستمرار في العمل.. لنصل للحل الناجح والشفاء من تلك الأوبئة برفع حالة الوعي والقدرة علي اكتشاف من صنعهم الفيس بوك وغيره وكانوا نكرات وصبحوا في ظل حفنة منتفعين ومنافقين متصدرين للساحة.. كل هؤلاء يذهب ريحهم هباء في ظل نشر الوعي والمعرفة والثقافة.. وتنمية الضمير.. ولعل يقيني بهذه الفكرة زاد بعد رحلتي الأخيرة لأوروبا وتجولي في دولها ومدنها ويقيني بأن الشعب الأكثر معرفة هو الأرقي حتي في ظل الركود الاقتصادي والعوز.. حتي أشكال التسول في الشارع لم تخل من الفن والذوق والتحضر.. إذن الحل هو القضاء علي الأسلحة الفاسدة.. القضاء علي المرض وليس المرضي.. فالمرضي بمجرد زوال الوباء الذي يستخدمونه واستنارة المجتمع لن يجدوا أمامهم إلا الانخراط في مجتمع محترم وذلك بأن يكونوا مثله أو - علي الأقل - يعودوا للشقوق التي خرجوا منها.. الحل هو الوعي وليس سكب البنزين علي النار.. الحل هو علاج المرض والوباء وعودة الأصحاء لأماكنهم وبالتأكيد ستعود مصر تلك البهية التي تتميز بشعبها قبل حضارتها فما صنع تلك الحضارة إلا الإنسان لكنه ليس الإنسان النفعي والبذئ وعديم العطاء.. لتحيا مصر ونحيا في ظل الوعي ووأد كل فساد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف