لم تكن كلمة الرئيس السيسي، أمام العالم، من فوق منبر الأمم المتحدة، كلمة عادية. فقد حملت لجميع دول العالم، كبارا وصغارا، رسالة، مفادها أن مصر عادت بقوة لممارسة دورها كقوة إقليمية وعالمية.
لم يسيطر الشأن الداخلي علي مساحة كبيرة من الكلمة، كغيره من القادة، بعد أن شهد القاصي والداني صلابة مصر واستقرارها، في منطقة تموج بالصراعات. واكتفي الرئيس بالإشارة فقط، إلي اكتمال خارطة المستقبل بإقرار دستور يضمن المساواة في الحقوق والواجبات وفقا للمواطنة وانتخاب مجلس للنواب يضم أكبر عدد في تاريخ مصر لتمثيل المرأة. وألمح الرئيس إلي تنفيذ العديد من المشروعات االكبري، وتطبيق خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاجتماعية.
عرض الرئيس باستفاضة إسهامات مصر ورؤيتها، لحل أزمات منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والعالم، خاصة في بورندي والصومال وجنوب السودان واليمن وسوريا واليمن ومشاكل تغير المناخ والتنمية المستدامة والأمن والسلم. وأعطي الرئيس اهتماما خاصا للقضية الفلسطينية التي اعتبرها جوهر عدم الاستقرار في المنطقة. وطالب باتفاق سلام شامل عادل، يضمن للفلسطينيين دولتهم المستقلة إلي جانب الدولة الإسرائيلية وفقا لمبادرة السلام العربية. ووجه نداء - هو الثاني من نوعه - للشعب والقيادة الإسرائيلية قائلا : هناك فرصة كبيرة لتحقيق السلام والازدهار، والتجربة المصرية خير دليل. وأكد الرئيس بعبارات واضحة، رفض مصر التدخلات الخارجية في الشأن العربي، وإثارة الفتن الطائفية في المنطقة، مؤكدا تضامن مصر مع الدول العربية. وعن ليبيا أكد دعم تنفيذ اتفاق الصخيرات قائلا : لا مكان للإرهاب والميليشيات في ليبيا. وطالب الرئيس ببلورة رؤية دولية لمواجهة الايديولوجيات المغذية للإرهاب ودور أكبر لليونسكو لنشر ثقافة قبول الآخر. تحيا مصر