رضا محمد طه
هل سنودِع مستقبلاً كلمة "ماما"
بعد نجاح العلماء في أهم عملية إستنساخ-في العام 1996-وهي أول حيوان من الثدييات يُستنسخ من حيوان آخر بالغ، إستُخدمت في تلك العملية نواة خلية جسدية من ضرع الحيون المراد إستنساخه، والتي تم حقنها في بويضة- غير مخصبة -من نعجة أخري بعد تفريغها من نواتها، والتي نتج عنها النعجة الشهيرة "دولي". أن تتولد حياة بشرية بدون بويضة من الأم، ذلك هو موضوع المقال، وهي دراسة نُشرت حديثاً-سبتمبر 2016-قام بها علماء من جامعة "باث University of Bath" بالمملكة المتحدة وأشار إليها موقع "بي بي سي نيوز صفحة الصحة14/9/2016"، وتتلخص تلك الطريقة التي إستخدمها العلماء في تخصيب حيوان منوي لفأر بعد خداع هذا الحيوان المنوي وإيهامه بإستخدام ضبط والتحكم في بعض المواد الكيميائية كي يُخصب خلية عادية-ممكن من الجلد-بعد تعطيل بعض الخصائص والتحكم في حمضها النووي بدلاً من تخصيب بويضة والتي تتم بالصورة الطبيعية، كما لو أنه تكاثر عذري Parthenogenesis". نجحت محاولة هؤلاء العلماء عندما إستخدموا هذه الطريقة في الفئران بمعدل 24%، وذلك يمثل معدل كبير مقارنة بالإستنساخ العادي والذي يتم عن طريق نقل الأنوية والذي يحقق العلماء فيه 2% نجاح فقط. النتيجة الحتمية لذلك أنه لو طبق ذلك علي الإنسان فإن معني "الأمومة" السامي ورمز الحب والحنان والعطاء" سوف يذوي وتتغير شكل العلاقات الإجتماعية-خاصة الثنائي أم وأب-والتي كانت ثابتة منذ أن خلق الله الإنسان، فقد يكون من الممكن لرجلين أن ينجبا طفلاً دون الحاجة لبويضة أنثي، حيث يتبرع أحدهما بخلية عادية من جسمه والآخر يتبرع بحيوان منوي، كما يمكن أيضاً للشخص الواحد أن يستخدم خلية منه مع حيوان منوي منه أيضاً كي يحصل علي طفل يجمع خاصيتين وهما أنه توأم غير متماثل ومستنسخاً من أبيه. وهذا من وجهة نظري يمثل "عبث" لا مبرر له. ذكر بعض العلماء مميزات القيام بمثل تلك التجارب وإستخدام تلك التقنية، من تلك المميزات أنها تفتح الباب لإيجاد بعض الحلول في علاج الخصوبة وبعض حالات العقم خاصة عند بعض الرجال، بالإضافة الي أنها تسهل عملية "إعادة برمجة reprogramming" الخلايا المستخدمة في عملية الإخصاب وذلك في مراحلها المبكرة. أعتقد أنه بدون الحاجة للمبررات السابقة كي يقوم العلماء بذلك مثلاً في حالات العلاج فقط، فسوف يفتح الإنسان علي نفسه طريق للمهالك لا يمكن تحملها وسوف يعيدنا لصور حياة بدائية-رِدة-تتكاثر من خلالها الحيوانات الأولية والحشرات، تختفي خلالها الكلمة العظيمة "ماما"، ومعها شطر أغنية ست الحبايب "أنام وتسهري..وتباتي تفكري..يارب يخليكي يا أمي....ست الحبايب". قال تعالي " ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله "سورة النساء