مرسى عطا الله
داعش وأمريكا.. علاقة مشبوهة!
مازلت عند رأيي بأن داعش سوف تهزم نفسها بنفسها بفجاجة وحشيتها الدموية وسذاجة مرجعيتها الدينية ومن ثم فإنه لاجدوي ولا فائدة من تلك الغارات الجوية التي يشنها ما يسمي بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا والتي تقتل من المدنيين السوريين الأبرياء أضعاف أضعاف ما تقتله من مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذي هو في البداية والنهاية صناعة استخباراتية أنتجتها مراكز بحثية تابعة للدول التي تشكل ما يسمي بالتحالف الدولي ضد داعش.!
وليس هذا العنف الوحشي الذي ترتكبه فصائل تنظيم داعش الإرهابي إلا انعكاس صادق لمناخ العنف الإعلامي الذي تفرزه الميديا العالمية الحديثة الذي قد يبدو في ظاهره عنفا سلميا لا ينتج عنه إسالة دماء أو هدم منازل أو تخريب منشآت… أتحدث عن عنف الآلات التكنولوجية الحديثة التي نجحت إلي حد كبير في شطب إنسانية الإنسان والإقلال من أهمية البعد الروحي… .أتحدث عن بشاعة العنف التي تحتلها الصور التي يشاهدها مئات الملايين من البشر عبر شبكات الإنترنت وأذرعها المختلفة.
وفي اعتقادي أن توحش ودموية السلوك الذي يميز تنظيم داعش هو مزيج من العنف الموروث تاريخيا والعنف الحديث الذي نجح الغرب الأمريكي والأوروبي في تصديره إلينا قبل أن يكتمل تأهل شعوبنا لاستيعاب وفهم أبعاده ،وبالتالي لم تكن لدينا القدرة علي مقاومة إغراءات هذا العنف التدميري الحديث تحت رايات "العولمة" لعنة الله عليها.!
إن الذين خططوا لإنشاء تنظيم داعش هم أول من يعلم أن هذا التنظيم يحمل في ثناياه مقومات نهايته عندما ينتهي دوره المخطط والمرسوم له.. وأظن أن أمريكا التي استوعبت درس حرب فيتنام جيدا تعلم علم اليقين أن قنابل الغارات الجوية لا تهزم الأشباح المختبئة في الجحور والمستنقعات.!
خير الكلام:
<< لا تأمن لمن يكتنف الغموض تصرفاته.!