الأهرام
نيفين عمارة
آه لو نعرف؟!
بمناسبة بداية العام الدراسى الجديد اعادت صفحات التواصل الاجتماعى احياء مشروع المعلمه الاميركية كايتي شوارتز والتى كان اول ظهور لها عام 2015 .
فقد لآحظت المعلمه كايتي شوارتز ان هناك فجوة كبيرة بينها وبين طلابها الصغار. والأخطر أن هذه الفجوة كانت تزداد تدريجياً؛ فقررت ان تتصدى لتلك المشكلة فأعدت مشروعاً بعنوان : "أتمنى لو معلمتي عرفت"، وكانت فكرته مباشره وغاية فى البساطه حيث قامت بتسليم طلابها ورقة معنونة بسؤال : "ماذا تريد أن أعرف عنك؟"، فصدمت المعلمة بالإجابات التي تلقتها.
فالاجابات كانت كالتالى:

• أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أصدقاء ألعب معهم
• أتمنى لو معلمتي عرفت كم أشتاق إلى أبي. أذهب إلى غرفته كل يوم ولا أجده ولن أجده. فقد رحلوه إلى المكسيك نهائيا. سأظل بلا أب
• أتمنى لو معلمتي عرفت أنني لا أملك أقلام رصاص في المنزل حتى أؤدي واجباتي الدراسية
• أتمنى لو معلمتي عرفت أن شقيقتي كفيفة وأقوم بمساعدتها طوال اليوم
• أتمنى لو معلمتي عرفت أن أمي وأبي يتشاجران طوال اليوم. أكره العودة إلى المنزل وأكره الذهاب إلى المدرسة أيضا لأني سأحاسب على دروس لم أذاكرها وواجبات لم أقم بها
تميزت إجابات الطلاب بكونها عفوية وصادقة وقد احسنت المعلمه كايتي استخدامها فجعلتها مفتاحا اكتشفت به جوانب خفية في حياة تلاميذها ، فمكنتها من مساعدتهم حيث بدأت في حل كل مشكلة على حِدَةٍ .
فزارت منازل طلابها وبدأت في معالجة ما تستطيع من مشاكل ، بل الأهم من ذلك أنها بعد ان تفهمت عقلية وخلفية طلابها جيدا قامت بمعاملتهم وتوزيع واجباتهم بناء على ظروفهم ونجحت فى ان تجعل المدرسة عاملًاً مساعدًا لا عبئاً عليهم.
بعد نجاح هذه التجربة قررت المعلمه كايتي شوارتز ان تصدر كتاباً يضم اجابات الطلاب والسبل التى اتبعتها لحل تلك المشاكل ومدى تطور وضعهم النفسى والدراسى بل ان الامر لم يقف عند هذا الحد فقد تم تطبيق هذه التجربة بشكل ممنهج وعلمى فى العديد من المدارس الامريكية .
اعتقد اننا ايضا فى امس الحاجه لتطبيق هذا المشروع ليس فقط فى مدارسنا ،بل فى حياتنا العامه والخاصة على وجه سواء ،فنحن رغم تظاهرنا الدائم بالمعرفة إلا أن هذه المعرفة فى حقيقة الامر ناقصة ٬ فلقد اخذتنا مشاغل الحياة حتى اننا اصبحنا لا نعرف شيئاً عن أقرب الناس لنا( ازواجنا ،زوجاتنا ،أطفالنا ،أهلنا ،جيراننا ) ، لقد اصبحنا فى امس الحاجه لان نسأل انفسنا ونسأل من نهتم بأمرهم هذا السؤال .. ماذا تريدني أن أعرف عنك؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف