الوطن
أمانى هولة
يوم فى حياة السيد المسئول جداً.. (حكايات وطن 86)
09:00 استيقاظ على رنات السائق ليحمل حقيبة الأوراق للسيارة وإفطار سريع بينما ينتظر سائق آخر الهانم الصغيرة بسيارة الدفع الرباعى للذهاب إلى الجامعة ثم العودة للهانم للذهاب لاجتماع اللجنة القومية مع التأكيد عليه بإحضار بونات البنزين من رئيس قطاع الحركة بالوزارة مع السيارة الصغيرة لشراء لوازم البيت، أما السيارة الجراند فلما البيه الصغير يصحى هيروح بيها النادى.

10:00 اجتماع السادة المستشارين لمناقشة تفاصيل السفر للمؤتمر الدولى واختيار الفندق ذى النجوم الخمس والبدلات والامتيازات.. وأخيراً على مضض أجندة المؤتمر وتحضيراته.

11:30 لقاء مع مجموعة أصحاب المصانع من إحدى المدن الجديدة وقد تم قطع المرافق عنهم لعدم إنهاء إجراءات استخراج التراخيص المعجزة الشروط والتى لا يتم تطبيقها على أى من المصانع القائمة بالفعل مما أدى إلى ضياع شقى عمرهم وتسريح آلاف العمال.. وخراب بيوتهم.. بجرة قلم من سيادته.. بعد مناقشات عقيمة يعدهم بأن يحاول حل المشكلة وينهى الاجتماع على عجل ليلحق أداء الفرض فى الجماعة.

12:30 تليفون سريع من زوجته الحالية التى تصغره بـ15 سنة وهى فى حالة عصبية جداً لأن ابن بنت خالتها لم يتم تعيينه حتى الآن رغم أنها أكدت عليه.. يسترضيها بلغة خانعة ويعدها بأنه سيتصرف.

01:00 يدخل إلى مكتب رئيس الوزارة بوجه مبتسم مقدماً خطة التطوير المطلوبة منه وقد عكف عليها ذلك الشاب المتحمس الذى يعمل فى إدارته لتحقيق الشفافية وسرعة الأداء ووأد منابع الفساد.. فألغى كل البنود التى تحقق الشفافية وتنهى الفساد وشطب اسم الشاب.

02:30 يخرج من مكتب رئيس الوزارة بعد أن حصل على تأشيرة استثنائية لرئيس شئون العاملين بإحدى الهيئات المميزة الذى استبدل أحد أوائل الدفعة بقريب سيادة المسئول وتقديره مقبول.

04:00 غداء فى أحد الفنادق الفاخرة مع بعض المستوردين وسط ضحكات ودية لمناقشة توريدات للوزارة وطبعاً العمولة مضمونة.

05:30 اجتماع اللجنة اليومية لإحدى الشركات التابعة بقيمة 4000 جنيه عن الساعة والتى تبلغ خسائرها عشرات الملايين.

06:30 أثناء العودة إلى المنزل مكالمة تليفونية من مدير مكتبه لإبلاغه بأصحاب المصانع الذين تم توفيق أوضاعهم بعد أن وافقوا على كل الطلبات وتم استثناؤهم مؤقتاً.

07:00 يدخل حجرة مكتبه ويغلق بابها بإحكام ويقوم ببعض المراسلات لبنكه فى سويسرا وعمل بعض التحويلات.

08:00 يلقى نظرة على الجرائد وهو مندهش من كل ذلك الهجوم على الحكومة وهو طاحن نفسه فى الشغل من التاسعة صباحاً.

09:00 يتمم الاستعداد للسفر لمؤتمره الأوروبى ويتأكد من وجود مترجم، فسعادة البيه لا يجيد الإنجليزية أو أى لغة أخرى ميتة أو حية.

09:30 ينقر الباب على ابنته فى حجرتها حيث تستعد للقاء أصدقائها الأنتيم فى البول بارتى الروش فى التجمع وترتدى بعض الملابس العادية لإخفاء شىء يشبه البكينى.. تودعه وهى تؤكد عليه ترك كمية كافية من المال لزوم الدراسة طبعاً.

يتصل بابنه الذى يحاول أن يرد عليه بشكل طبيعى مدعياً أنه يذاكر مع أصحابه بينما يقومون بتجربة شوت من صنف جديد.. (حلو طحن).

يتصل بالهانم.. تودعه تليفونياً فهى مشغولة مع بعض صديقاتها وقد انضم لهن شاب يصغرها بعشرين عاماً له خطة محددة وواضح أنها ستنجح وكان أولها تعيينه فى إحدى الهيئات المميزة.

يتوجه إلى المطار وسط حراسة وأمن ووفد مرافق ودعوات بالتوفيق وبعض الصحفيين الذين يرد على أسئلتهم بمنتهى الصدق عن محاربة الفساد والتنمية والتطوير والتقشف الحكومى والرؤية المستقبلية وتحديات المرحلة..

لينتهى يوم آخر من حياة مسئول جداً عما أصاب هذا الوطن من وهن.. وحتى إشعار آخر.. لك الله يا مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف