الوفد
علاء عريبى
وظائف الابن البكر
فى مصر القديمة أعيد تنظيم الأسرة المصرية، بحيث أصبح الابن الأكبر هو أساس الأسرة وعمودها، فقد نصبه القانون وصياً على الأسرة بعد وفاة الأب أو فى حالة عجزه أو مرضه أو غيابه، كما نصبه وصياً على تركته وطقوس موته، كما كفل هذا القانون للبكورى حق الوصاية على أمه بعد أن كانت تحت سلطة الزوج، وكانت الأم عندما يبلغ البكورى سن الرشد تقول له: «ما أجملك»، والأب يقول له: «يا وريثى»، وفى عقود الزواج كان يقر الزوج فى الوثيقة بعدة تعهدات، منها أن يقر ويتعهد لها: أن ابنك البكر منى سوف يرث كل ما أملك من عقار فى الحاضر والمستقبل، وكانت سيدة البيت هى الزوجة الشرعية والزوجة المحبوبة، وكثيراً ما كان الأب المورث، ينص فى وصيته، على عدم تصرف الورثة فيما يتركه لهم، وكان يذكر فى بعض عقود التوريث: أنها مورثة لشخص واحد، وكان أحياناً يعين الشخص التالى للبكورى، وهو الحفيد.
ومنح أيضاً القانون الأب الحق فى أن ينصب وصياً فى حالة عدم إنجابه الذكور أو إذا كان ابنه عاقاً، أو إذا كان أولاده صغار السن بعد، ويبين هذا خطاب كتبته أرملة تدعى «نفر– سفخى» لزوجها المتوفى، من الخطاب نعلم أنها كانت لها ابنة وأقيم عليها وصى، ورفض الأخير أن يعطى الأرملة مالاً لتربية ابنتها، فكتبت الأرملة لزوجها المتوفى خطاباً ، تتضرع إليه أن يتدخل فى أمرها فى عالم الآخرة حتى تنال حقها، وكثيراً ما يكون البكورى عاقاً مع أمه، فيسىء معاملتها ويحجب عنها المال أو يغلق أمامها بابه، فترسل الأم خطاباً لزوجها تحثه على التدخل: ثر عليهم ومعك آباؤك وإخوتك وأصدقاؤك الموتى.. وأطلب من ابنك بأن يحافظ على بيت أبيه، ليتمكن ابنك من الاحتفاظ ببيتك وادامته، كما حافظت وأدمت أنت منزل أبيك.
وغالباً ما كان البكورى يتولى الوصاية فى حياة والده، وتحديداً فى حالة عجزه عن العمل لمرضه أو لكبر سنه أو فى حالة سفره، ويتضح هذا فى رسائل (حقاً نخت) كاهن ومزارع، سافر إلى منف، أرسلها إلى ولده الأكبر فى طيبة مع إخوته الخمسة، وتتبدى فيها شدته عليه، وتحميله مسئولية الأسرة كاملة، فكتب إليه فى بعض أموره يقول: إذا طغى الفيضان على أرضى فالويل لرجالى ولك، ولن ألقى المسئولية إلا عليك، ويقول: عليك أن تبذل الجهد فى أرضى واجتهد بأقصى ما تستطيع واعزق الأرض وتدخل فى كل عمل، وعن شقيقه الصغير قال له: إذا لم يكن لسنفر ما يكفيه معك فى البيت، فلا تتوان عن إخبارى، فقد بلغنى أنه غير راض، اعتن به كثيراً وأعطه مؤنته، وعليك أن تمتعه بكل ما يحب.
وبجانب هذه الامتيازات والواجبات التى خصت للبكورى، كان عليه أيضاً أن يراعى مقبرة أبيه، وكانت تؤول إليه بحكم بكوريته إقامه مراسم الشعائر الدينية والجنائزية، وإدارة الإقطاعات الجنائزية التى تركها الأب للإنفاق على قبره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف