المساء
على فاروق
الأحلام المؤجلة!!
مشكلتنا الحقيقية في مصر إننا نعيش علي مساحة تتراوح ما بين 6 إلي 7 في المائة من مساحة بلادنا.. بينما باقي المساحة صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء!! وأصبح الناس مكدسين حول النيل بصورة مذهلة!!
تماما مثل أسرة مكونة من 5 أفراد كانت تعيش داخل شقة.. وفجأة أصبح عدد من يقيمون داخل نفس الشقة 50 فردا تصوروا ماذا سيحدث بين سكان هذه الشقة!!
هذا هو ما حدث داخل مصر.. تجاوز عددنا الــ 91 مليون شخص ونحن مازلنا نعيش علي نفس المساحة التي كان يعيش فيها ما بين 20 إلي 30 مليون شخص فقط.. وكانت النتيجة ما نشاهده حاليا من حوادث ومشاجرات ومعارك تستخدم فيها الأسلحة النارية والأخطر من ذلك زيادة التعديات علي الأراضي الزراعية ومن يذهب إلي الطريق الزراعي سيصاب بالصدمة والذهول بعد أن يفاجأ بأن الطريق لم يعد زراعيا بل تحول إلي كتل خرسانية قبيحة الشكل علي جانبيه.. والناس معذورة لأن الحكومة المتعاقبة لم توفر لهم البديل لمواجهة النمو السكاني الرهيب!
جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ليتولي مسئولية الحكم في أسوأ ظروف اقتصادية تمر بها البلاد ولكنه رغم ذلك أصر علي تحقيق الأحلام المؤجلة التي ظللنا نحلم بها منذ سنوات طويلة دون أن نفعل شيئا والغريب ان الرئيس تعرض لحملة شرسة من أعداء الوطن تتهمه بأنه يهدر موارد الدولة في مشروعات لا طائل من ورائها وانه كان يجب عليه الاكتفاء بتوفير الطعام بأسعار مخفضة للمواطنين!!
إلا أن الرئيس لم يلتفت إلي هؤلاء الذين لا يريدون خيرا لمصر.. وبدأ في تحقيق أحلام المصريين في الخروج من الوادي الضيق وبدأ في إقامة مشروعات كبري تستهدف زيادة المساحة التي نعيش عليها لتصل إلي 25% بدلا من 7%.. واتخذ خطوات قوية وجريئة لإقامة العاصمة الإدارية الجديدة التي ستضم حوالي 20 وزارة بالإضافة إلي مقار جديدة لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء ومجلس النواب وغيرها من مؤسسات الدولة مما سيؤدي إلي تخفيف الضغط بصورة كبيرة علي القاهرة التي أصبحت كاملة العدد ولم يعد فيها "خرم ابرة" للبناء عليها.
وبدأ الرئيس أيضاً في إقامة انفاق ضخمة علي قناة السويس سيتم افتتاحها خلال الشهور القليلة القادمة لتنهي تماما عزلة سيناء عن الوطن وتفتح المجال لإقامة مشروعات صناعية وزراعية كبري علي أرض الفيروز والاستفادة من هذه الأراض المهدرة التي تبلغ مساحتها أكثر من 60 ألف كيلومتر ولم يكتف الرئيس بذلك بل بدأ في إقامة المشروع القومي الضخم لاستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان.. وسيشهد العام الجديد افتتاح مساحات كبيرة من هذا المشروع.. كما تم إقامة مشروعات طرق عملاقة لتفتح المجال أمام إقامة حياة جديدة علي مساحات واسعة من أرض مصر وبذلك نخرج من الوادي الضيق إلي آفاق رحبة تعود رحبة تعود علينا بالخير والازدهار.
ويتبقي المشروع الأهم الخاص باصلاح الاقتصاد المصري الذي ظللنا نتقاعس في تنفيذه منذ عام 1977 حتي جاء الرئيس السيسي وقرر تحقيق الأحلام المؤجلة رغم ضريبتها العالية ورغم تحذيره بأنها ستؤثر كثيرا علي شعبيته ولكنه كان قويا وجريئا وأصر علي موقفه مؤكدا علي أن "مصر أهم من السيسي" وبدأ أخيرا الاصلاح الذي تأخر كثيرا وواجبنا جميعا أن نقف وراء الرئيس حتي نستطيع تجاوز الأزمة الاقتصادية والخروج من عنق الزجاجة حتي تصبح مصر وبحق "أد الدنيا" حفظ الله مصر وقائدها من كل سوء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف