المساء
عصام سليمان
معقول.. الصدفة هي الحل؟!
هل هناك آلية للتحرك في حوادث سرقة السيارات؟!
وأقصد هنا بالآلية القدرة علي التحرك السريع لمواجهة الجريمة وكشف الألغاز التي تحيط بها والتجاوب مع أصحاب البلاغات بالقدر الذي يسمح بجمع المعلومات عن الواقعة والانتقال إلي مكان الحادث لرسم تصور حول كيفية وقوع الجريمة.. والسيناريو الذي تم تنفيذه.. وهل من قام بالحادث شخص واحد أم عدة أشخاص.. وهل المكان الذي تمت فيه الجريمة به أفراد تحوط حولهم الشبهات في مجال سرقة السيارات أو في مجالات أخري من الجرائم من عدمه؟!
وهل يتم تحديث السجلات الموجودة لدينا عن التشكيلات العصابية التي يتم ضبطها في هذا المجال سواء لسرقة السيارات الحديثة وردها إلي أصحابها بعد دفع المعلوم.. أو بيعها للغير بأوراق مزورة أو تقطيعها وتحويلها إلي قطع غيار أو تهريبها إلي خارج البلاد وتحديدا قطاع غزة مثلما حدث كثيرا من قبل في أعقاب ثورة يناير.. وأيضا بالنسبة للتشكيلات التي تخصصت في الاستيلاء علي السيارات القديمة خاصة المازدا والشاهين علي اعتبار أنه يسهل التعامل معها في فتح الباب والتشغيل دون عقبات كثيرة أمام السارق!!
وأين الأماكن التي تذهب إليها هذه العصابات التي تتولي تقطيع السيارات أو بيعها في الأقاليم أو استخدامها في الجرائم بأنواعها بعد تغيير اللوحات؟!
هذه الاسئلة وغيرها دارت في رأسي لمروري بالمشكلة منذ اسبوعين وفوجئت بأحد الاصدقاء من المحررين القضائيين المتمرسين والمخضرمين ونحن نتحدث في الواقعة يخبرني بأن السيارة لن تعود إلا بالصدفة المحضة.. عندما يتم القبض علي تشكيل عصابي يعترف بالحوادث التي قام بها.. وربما تكون سيارتي من بين ما قام به.
استفزني هذا الكلام.. وتذكرت انه عندما سرقت سيارتي من أمام بنك مصر فرع عباس العقاد في عز الظهر وقت صلاة الجمعة يوم 9 سبتمبر الحالي.. طلبت من نجلي أن يقوم بتقديم بلاغ وبالفعل قام بتحرير بلاغ في قسم أول مدينة نصر.. وتسلم اخطارا للذهاب به إلي قسم مكافحة سرقات السيارات بمديرية أمن القاهرة.
وهناك رفضوا دخوله وطلبوا أن يأتي صاحب السيارة بنفسه.. وبعيدا عن السؤال الذي يطرح نفسه.. وماذا لو كان هذا الشخص عنده ظرف يمنعه من الحضور أو يحول دون وصوله في التو واللحظة لحفظ حقوقه وبيان عدم مسئوليته لو تم عمل جريمة بسيارته المسروقة لحظة سرقتها!!
أقول بعيدا عن ذلك.. أسرعت بالتوجه إلي المكان المطلوب واصطحاب نجلي الذي كنت أشعر ان وجوده عنصر اساسي في تحرير البلاغ لأنه من تابع التفاصيل.. ولكن كان كل هم فرد الأمن أو الاستعلامات الذي يقف علي الباب المخصص للدخول.. هو أن ابتعد بعض الوقت بدعوي أن "رتبة" كبيرة حان وقت مغادرتها للمكان.. ويجب ألا أكون في محيط المكان الذي سيمر فيه.
بمعني انه - أي هذا الفرد - كان مهموما بشكل المكان لمرور الضابط الكبير دون الاهتمام بالموضوع أو أن يشغل باله بحل مشكلة مواطن.. وأمام الاصرار علي الدخول وأن وجودي حتي لو شاهدني المسئول ليس فيه مشكلة حيث ان ما اتيت من أجله يدخل في صلب عمله ومسئولياته.. هنا تدخل أحد رجال التأمين وطلب عبوري من باب خلفي لكي أصل إلي قسم مكافحة سرقة السيارات.
الغريب أن فرد الأمن أو مسئول الاستعلامات أصر علي الاحتفاظ ببطاقتي دون التنبه إلي أنني سوف احتاج إليها عند تحرير محضر السرقة.. بل وفوجئت به يطلب أيضا ترك المحمول.. وعندما رفضت وشعر ان الأمر سوف يتأزم لأنني قد احتاج إلي التلفون أثناء وجودي اكتفي بالبطاقة فقط.. وسمح لي بالمرور!
هكذا كان التمسك بالشكليات البعيدة تماما عن صلب قضية المواطن الذي جاء مستنجدا.. وأقصد واقعة السرقة وملابساتها.. ومن يومها وحتي الآن لم اسمع عن إجراء علي أرض الواقع يطمئنني أن هناك من يحقق في السرقة أو يجمع المعلومات عن التشكيل العصابي الذي قام بالجريمة.. ورصدته كاميرا بنك مصر.. بدعوي أن الواقعة حدثت قبل العيد وأن البنوك كانت في إجازة.. رغم أن الإجازة انتهت منذ يوم الأربعاء قبل الماضي!!
لذلك وجدت نفسي أقول لصديقي المتخصص في مجال القضايا والحوادث - كما قلت - معاك حق يا صديقي.. فمن رأي غير من سمع!
للحق سيارتي قديمة موديل 82.. وربما لا تستحق هذه الضجة.. لكنني أسوقها كقضية عامة ولأنني أنا وأولادي وبيتي كنا نعتمد علي هذه السيارة في قضاء مصالحنا عملا بالمثل الذي سمعناه من أجدادنا "حمارتك العرجاء تغنيك عن السؤال..!!"
ويكفي أن هذه السيارة المتهالكة هي التي املكها بعد العمل في بلاط صاحبة الجلالة أكثر من 40 سنة وهي من حرماني.. ورحلة شقاء وتعب.. ولكن لله الأمر من قبل ومن بعد!!
بصراحة.. أقول ذلك لأنني تحدثت مع العديد من رجال الأمن والمرور بمدينة نصر ومكافحة سرقة السيارات ومباحث العاصمة بشأن الواقعة ومنهم من لامني علي تعجل النتائج.. وغيرهم وعد ببذل الجهد لكشف لغز السرقة.. وأتمني ألا يكون هذا هو الأسلوب الذي يقودنا إلي الاعتماد علي الصدفة بدلا من طرق البحث والتحري لجمع المعلومات والوصول إلي حلول عملية للآلاف من السرقات التي تتم في هذا المجال بشكل دائم وتقيد ضد مجهول.. فهل نفعل؟!
أتمني.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف