عاد الرئيس السيسي بسلامة الله إلي أرض الوطن بعد رحلة أقل ما يقال عنها إنها من أنجح الزيارات التي قام بها رئيس مصري للولايات المتحدة.
نجاح الزيارة بدأ منذ رؤية حفاوة استقبال المصريين للرئيس بنيويورك. وترحيب قادة الدول الكبري به خلال لقائه بهم في مقر إقامته. ثم بكلمته الشاملة والوافية التي ألقاها في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الواحدة والسبعين. وكلماته وتصريحاته خلال الزيارة. وأخيرا حواره التليفزيوني مع شبكة "بي.بي.إس" الذي قال فيه كل شيء وتحدث عن أمور كثيرة يريد أن يعرفها أي إعلامي عن مصر ورئيسها.
تحدث الرئيس عن علاقة مصر بأمريكا وتركيا وليبيا وسوريا ورؤية مصر لحلول المشكلات التي تؤرق منطقة الشرق الأوسط. وفي مقدمتها الإرهاب الذي ـ كما قال الرئيس ـ أصبح محاصرا في مناطق ضيقة جدا بسيناء وأن العمليات الإرهابية أصبحت محدودة جدا هناك بفضل جهود رجال القوات المسلحة الباسلة والشرطة المصرية.
من أهم ما قاله الرئيس السيسي في حواره مع شبكة "بي.بي.إس" ردا علي سؤال حول منظمات حقوق الإنسان في مصر: "يجب أن يتأكد الجميع اننا ملتزمون بحقوق الإنسان لأنني في النهاية إنسان وشخص يحب مواطنيه ولا أريد أن أظلمهم".
وبعد عودة الرئيس بسلامة الله أعتقد أنه يدرس ملفات عدد كبير من المسئولين تحوم حولهم الشبهات لاتخاذ قرارات بشأنهم. وسبق أن أعلن الرئيس أكثر من مرة أنه لا تستر علي فساد مهما كان مرتكبه ومهما كان مكان عمله. فالشعب يري بعيونه ما يحدث. ويعلم جيدًا أن الدولة ماضية في محاربة الفساد بقوة علي الرغم من أن هذه المواجهة ستأخذ وقتا ليس بالقصير. لكن لابد منها للقضاء علي المتاجرين بقوت الشعب المتربحين بدمائه.
فبعد القبض علي وزير الزراعة السابق فور خروجه من مجلس الوزراء ـ وهي واقعة لم تحدث في تاريخ مصر أن يتم القبض علي وزير في الخدمة ـ ثم إقالة وزير التموين بسبب شبهات يتم التحقيق فيها الآن. وبعد كشف فساد توريد القمح. ومافيا الاستيلاء علي أراضي الدولة بطريق الإسكندرية الصحراوي. أعتقد أن هناك عددا من الوزراء ستتم الإطاحة بهم قريبا إما لسوء أدائهم أو لإهدارهم للمال العام. أو لأشياء أخري. فما تنشره الصحف كل يوم عن مخالفات المسئولين ترصده أعين الأجهزة الرقابية وتعد التقارير اللازمة لعرضها علي الرئيس ليتخذ القرارات الحاسمة بشأنهم.
ما رأيناه وتابعناه عبر شاشات التليفزيون عن زيارة الرئيس للولايات المتحدة يؤكد أن مصر استعادت مكانتها في الخارج. ويتبقي أن تستعيد مكانتها في الداخل ويسترد القانون قوته من جديد ويتم الضرب بيد من حديد علي كل منحرف وفاسد للحفاظ علي موارد مصر وخيراتها حتي ينعم بها من يستحقها. وأري الخير قادما بإذن الله. ويوميا نقرأ أخبارا مبشرة عن مشروعات يتم افتتاحها أو إنجازات هنا وهناك تضاف لحجم الإنجازات اليومية. ولا يتبقي إلا حل مشكلة انفلات الأسعار التي إذا تم ضبطها سنكون قد خففنا جزءا كبيرا من الضغوط التي تقع علي كاهل المصريين. لنبدأ في حصد عائد التنمية الذي لن يكون بعيدًا.