المصرى اليوم
نيوتن
العبرة بالنتائج
العبرة بالنتائج. ليس بشىء آخر. كل رئيس تحسب أعماله بما انتهت إليه مدته. الرئيس الأمريكى أوباما أوشكت مدته على الانتهاء. قضى فترتين رئاسيتين. دخل البيت الأبيض فى يناير 2009. كأول رئيس من أصول أفريقية يصل لهذا المنصب. هذا إنجاز لا يحسب له. يحسب لمن اختاره. إنه الشعب الأمريكى. فكل أمة تحصد ما تزرع. فأرجو ألا ينصب نقدنا على الحكام العرب دون شعوبهم.

أوباما نجح ليس باعتباره خطيباً مفوهاً وصاحب كاريزما فقط. بل لأنه أنجز الكثير لبلاده. على أكثر من مستوى. خرج بجنوده من معارك وهمية اخترعها سلفه. لم يكن لبلاده ناقة فيها ولا جمل. وفر مليارات الدولارات. حصل على نوبل للسلام لوقفه هذه الحروب.

الدولار فى أحسن حالاته اليوم. الاقتصاد الأمريكى تعافى بشكل كبير. اكتفت بلاده ذاتياً من النفط وكذلك الغاز. نجح فى رفع مستوى خدمات التأمين الصحى. وسع مظلتها بشكل أفضل كثيراً عما قبل. جذب المستثمرين من كل أنحاء العالم . حتى المصريين منهم دخلوا فى صناعة السماد والسجاد هناك وغير ذلك. هذه هى خطوط عامة. فصل فى كتاب حصاد أوباما خلال فترتين. يكفيه أنه رئيس بلا فضائح. لا هو نيكسون ولا كلينتون.

الأمور تحسب هكذا. ليس بطرق أخرى. ويجب أن نتوقف أمام نتائج كل رئيس. ليمكننا إصدار حكم على أدائه. حكم يستند إلى حجج وبراهين. ذات مرة تساءل الكاتب البريطانى المعروف «روبرت فيسك»: لم أفهم أبداً كيف يمتدح العرب الزعيم المهزوم، ويوجهون كل سهام النقد للرئيس المنتصر؟

كان كلام «فيسك» منصباً على الرئيس عبدالناصر. وحصاد نكسة 1967. وخلفه فى الحكم الرئيس السادات. وما حققه فى عام 1973.

«فيسك» يأتى من خلفية غربية. لا يمكنها فهم المبررات العربية. فى الواقع لأنها غير مفهومة. غير منطقية. لا يمكن استيعابها. فالنصر عندهم استحالة أن يتحول إلى هزيمة، والهزيمة لن تكون أبداً انتصاراً. فالهزيمة هزيمة. والنصر نصر.

من يراجع نتائج سنوات السادات فى الحكم بالنتائج التى تركها سلفه. أى مقارنة هى فى صالح السادات. بعيداً عن شعارات الكرامة. التى لا معنى لها. تظل قيماً ومفاهيم نسبية. تختلف من مجتمع إلى آخر.

عبدالناصر استلم مصر والسودان. تركها مصر فقط ناقص سيناء. ترك خلفه مجتمعا خائفا. مرعوبا. يتجسس على بعضه البعض. آلاف فى المعتقلات. الاقتصاد منهار تماماً. وغير ذلك قائمة طويلة من السلبيات غطت على الإيجابيات. التى كانت فى مقدمتها تحقيق الجلاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف