أخطأت، واعترف بخطئي مقدما، واقترحت علي زوجتي أن نقوم بفسحة ليلية لابني الأصغر قبل ساعات من بدء العام الدراسي.. قلت لنفسي فرصة ذهبية ليلة الجمعة، والطرق بالتأكيد ستكون خالية وبالفعل كانت كذلك في جزء منها.
اختار ابني أن يذهب إلي أحد »مولات» السادس من أكتوبر، المهم قضينا وقتا لا بأس به، غيرنا الوجوه، وسعدت زوجتي لأنها سوف تراني بعيدا عن الجورنال والكتاب و»التاب» والمحمول، متابعا لعملي كصحفي.
إلي هنا وكل شيء عادي، إلي أن قررت أن أغير العودة، وبدلا من أن اسشتقل الدائري كما ذهبت، استقللت محور ٢٦ يوليو الذي كان في أول عدة كيلو مترات خاليا، ولكن فجأة توقف الطريق وأسقط في يدي إلي أين أذهب؟ شيئا فشيئا بدأت ملامح الصورة المأساوية تتضح.. وقفت ساعتين والسيارات تتحرك مثل السلحفاة حتي وصلنا إلي ميدان لبنان بعد منتصف الليل بساعة لنكتشف أن السبب هو اصلاحات في جسم الكوبري.
تكررت نفس الكارثة أمس مع عشرات بل مئات الآلاف الذين يستخدمون محور ٢٦ يوليو في الذهاب إلي جامعاتهم في أول يوم دراسي.
سوف أقول كلاما مكررا كتبته، وكتبه غيري آلاف المرات: هل استفاقت الأجهزة المعنية هذه الأيام لكي تقرر اصلاح هذا المكان الحيوي مع بدء الموسم الدراسي؟
الإجابة بعد فاصل من العذاب في شوارع المحروسة التي تحولت إلي جراج كبيييير.