كشف مقتل ما أسموه "عجوز زهراء المعادي" عن سوء العلاقة بين البوابين وسكان العقارات في المناطق السكنية الجديدة. كما كشفت هذه الجريمة علاقة الحقد الدفين والرغبة في الانتقام التي تحرك هؤلاء البوابين الذين ظنوا أنهم أصحاب سلطة وجبروت في هذه المناطق التي تحوطها الجبال والصحراء من كل جانب.
نعم لقد نجحت الشرطة في إلقاء القبض علي القاتل وشريكه في أقل من 48 ساعة إلا أن الجريمة كشفت أيضا عن نواحي قصور قاتلة يجب تداركها قبل أن تنتشر مثل هذه الجرائم.
الجريمة ببساطة شديدة أن هناك بواباً تم الاستغناء عن خدماته في أحد العقارات بمنطقة زهراء المعادي لإخلاله بواجبات وظيفته وتحوله من بواب إلي بلطجي وإلي سمسار وغيرها من الأعمال والتي رصدها مبكراً فيلم "البيه البواب" للممثل الراحل القدير أحمد زكي. هذا النموذج الذي يحلم به كل بواب في مصر ويتمني من كل قلبه أن يسكن في العقار الذي يعمل به راقصة أو بائعة هوي لتدر عليه أموالاً ويتحول من بواب إلي موصل يقبض من كل من يرغب في الصعود إلي مثل هذه الشقق.
وإذا لم يجد ضالته في سكان من هذا النوع فإنه يعمل بالأعمال البسيطة التي قد تدر عليه بعض الأرباح وتبدأ بعملية سمسرة بسيطة مشاركة مع سمسار أكبر لتأجير بعض الشقق أو بيعها وتبدأ عملية الصعود ويرفض تصنيف مهنته علي أنه بواب ويطلق علي نفسه اسم حارس العقار إلا أنه لا يحرسه. بل يتحول إلي مرشد للصوص يخبرهم عن قاطني العقار ووظائفهم وامكانياتهم المادية وعدد السيارات التي يملكونها. ثم يتحول بنفسه إلي لص ولا يستطيع سكان العقار طرده بعد أن يتحول إلي بلطجي يجمع حوله مجموعة من البوابين من بلدته الأصلية القادم منها.
بواب عقار زهراء المعادي القاتل تم طرده وقرر أن ينتقم بقتل أحد السكان الذين أصروا علي أن يترك العمل. وإذا كانت الشرطة قد نجحت في إلقاء القبض عليه كما ذكرت في أقل من 48 ساعة. إلا أنه يجب علي كل نقطة شرطة في هذه المناطق الجديدة أن تعمل علي تسجيل هؤلاء البوابين وان يكون لهم مسوغات تعيين من صور وفيش وتشبيه وخلافه للرجوع إليها وقت الحاجة. خاصة أن هذا البواب القاتل لديه من قبل قضية أخري في محافظة أخري تم الكشف عنها بعد إلقاء القبض عليه. القاتل لم ينفذ الجريمة وحده بل شاركه فيها أحد بلدياته وهو ما يؤكد وجود تنظيم للبوابين. يبدأ من مورديهم الذين يأتون بهم من المحافظات الأخري. بل محافظات معينة وتشغيلهم وحمايتهم ويذكر أن أغلب قضايا سرقة شقق المدن الجديدة أو سرقة السيارات أو محتوياتها تجد أن البواب مشارك فيها بطريقة أو أخري وإذا كان هناك فئات كثيرة قد خرجت عن سطوة الدولة والمجتمع. فإن هؤلاء البوابين يشكلون عبئاً علي الشرطة وسكان العقارات في المناطق النائية.