انتهي موسم الحج.. أو كاد. وهو باعتراف الجميع موسم ناجح حتي في وجود بعض الشوائب التي كتب عنها غيرنا أو نكتب عنها اليوم حيث لا هدف إلا استخلاص العبر تلافياً للأخطاء والسلبيات والتأكيد علي الايجابيات وهي كثيرة.
في موسم حج هذا العام لفت نظري تصريحات د.أشرف العربي وزير التخطيط ورئيس بعثة الحج الرسمية حول حج الفرادي حيث طرق اللفظ سمعي لأول مرة مع معرفتي بمضمونه قبلا.
رئيس البعثة الرسمية للحج عقد مؤتمراً صحفياً في مني عقب انتهاء المناسك تحدث فيه قائلا: إن البعثة الرسمية تلقت عشرات الشكاوي فيما يخص حج الفرادي. وقال: إن البعثة الرسمية سوف تتقدم بتوصية تهدف لوضع صيغة لتنفيذ تأشيرات حج الفرادي بشكل يضمن توفير الخدمات ومراقبة التنفيذ علي أن يكون هناك توثيق لنظام الفرادي كي تستطيع البعثة التدخل بشكل قانوني في الإشراف علي التنفيذ.
وقبل الاستطراد في ما ذكره رئيس بعثة الحج الرسمية نريد أن نشير إلي المقولة الشائعة "ما رماك علي المر.. إلا الأمر منه!" ذلك ان معظم حجاج الفرادي هربوا إليه من الأسعار الباهظة والمبالغ فيها لكل أنواع الحج الأخري.. وأنت عارف وأنا عارف ونحسبها بالمسطرة والقلم".
د.أشرف العربي أشار إلي شكاوي الحجاج وتجمهرهم في مكتب 171 فرادي بسبب الزحام الشديد وسوء الخدمات وإذا كان ما حدث في مكتب 171 خرج للعلن فإن الموقف في المكتب الآخر الخاص بحج الفرادي وهو مكتب 170 لا يقل سوءاً عما حدث في 171 بل قد يكون الأسوأ.
في 170 ومطوفه هو بندر كامل السمنودي كان هناك تفنن في تعذيب الحجاج من كبار السن سواء بقصد أو بغير قصد.. ويبدو أنه غير مدرك للمسئولية الملقاة علي عاتقه وآخر مآسيه هو اتفاقه مع الحجيج علي الحضور لترحيلهم إلي المدينة المنورة كل حسب ما تم تسجيله مسبقاً إلا أنه لم يف مما تسبب في مبيت شيوخ في فناء مقره لأن إقامتهم انتهت في العزيزية.. كما أنه قام بتوزيع ركاب حافلة واحدة متجهة إلي المدينة المنورة علي أكثر من فندق ولولا تدخل مندوب وزارة الحج السعودية الحاسم الذي أدخلهم جميعاً فندقاً واحداً لتحولت عملية التسكين إلي تعذيب!
طبعا هذا لا يقلل من جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين في التنظيم الجيد والمدروس لأداء المناسك الذي تم وكأنه بلا ثغرة واحدة حتي أن أي حاج من كبار السن قد ضل أو تاه في عرفة يعود إلي مكانه في أسرع وقت.
هذا يجعلنا نقدم التهاني للسعودية الشقيقة بمناسبة عيدها الوطني السادس والثمانين وللشعب السعودي الشقيق الذي لا يقل "نخوة" و"جدعنة" عن حكومته.. فهم يقابلونك بابتسامة تعينك علي تحمل مشقة السفر وعناء الطريق.. ولا تزال حاجة مصرية أدت مناسكها هذا العام تشيد بأخلاق السعوديين متمثلة في الحاجة نواره.. التي تعرفت عليها أثناء أداء المناسبك ولم تبخل عليها بالنصيحة والصحبة الطيبة.