عدد الذين حضروا ندوة الفنانة يسرا كبير وهذا طبيعي ومتوقع.. فالجمهور يحب المشاهير والنجوم يمتلكون عادة حُظوة ومكاناً محجوزاً في قلوب الناس فما بالك بفنانة بحجم يسرا الحاضرة بقوة في جميع الوسائط الفنية ومازالت شخصية الأستاذة "رحمة حليم" تشغل الأذهان بطلة مسلسل "فوق مستوي الشبهات" أفلام يسرا "مواليد 1955" وأعمالها الدرامية التليفزيونية وحتي ما خلفته للراديو ومثلته علي خشبة المسرح يجعلها موجودة طوال العام وواسعة الانتشار في قنوات عامة وخاصة ومتخصصة.. إنها باختصار ركن كبير ومقيم بقوة في فنون الأداء وفي صناعة الدراما المصرية بوسائطها المختلفة. ولا تنسي اختيارها سفيرة للنوايا الحسنة بسبب هذه الشهرة والانتشار الكبير والقبول الجماهيري.
ويسرا الممثلة امرأة حباها الله بالوسامة والقوام الممشوق وقوة الحضور والقبول. لديها ابتسامة دائمة وشعور دائم بالسعادة.. فهكذا تبدو.. وكل الناس في نظرها حلوين وحبهم رصيد يضاهي أرصدة البنوك ويتفوق عليه من وجهة نظرها.
وهي تمتلك موهبة فطرية. أو قل عدة مواهب منها موهبة الاستشعار عن بعد. أين ومتي وكيف تقترب من مبتغاها وتحقق طموحاتها التي لا تحدها حدود حسب رأيها. وموهبة "التواضع" أو الإيحاء بهذه الصفة التي تجعلها قريبة من القلب فضلاً عن سلاسة ومودة بادية ودالة علي رقة وأنوثة وشباب يتحدي الشيخوخة.. ومن المؤكد أنها ممثلة ذكية ومثلها مثل ممثلات من أجيال كثيرة سبقتها أو عاصرتها لم تتلق دراسة أكاديمية ولا يخضع أداؤها لمنهج أو مدرسة وانما اعتمدت في الأغلب علي حديثها وحسها التلقائي وموهبتها الفطرية وبصفة أساسية علي خبرات المخرجين الذين عملت معهم حتي أصبح لديها خبرات متراكمة ومكانة بارزة وسط النجمات المصريات.. وبالتالي فإن إحساسها الحميم بالشخصيات التي تؤديها وتبرع فيها يظهر أكثر مع مخرجين بحجم يوسف شاهين وصلاح أبوسيف وإن بدت أقرب إلي الامتياز مع أجيال أصغر مثل شريف وعلي بدرخان وخيري بشارة وداود عبدالسيد وحتي مروان حامد الذي قدمها في فيلمه "عمارة يعقوبيان" داخل إطار أرقي وأكثر دلالة رغم صغر الدور الذي لعبته. وكانت الممثلة الأنسب والأكثر إقناعاً في سياق الموضوع والحبكة التي يعالجها.. برعت في دور "الغانية" والداهية والغنية بقدرتها علي العطاء.
"يسرا" الممثلة تستحق بالفعل التكريم الذي وفره لها مهرجان الإسكندرية الـ 32 برئاسة الناقد الأمير أباظة الذي أدار الندوة مع الزميلة الناقدة علا الشافعي التي أعدت كتاباً عنها بهذه المناسبة أصدرته الجمعية المصرية للكتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان والذي يعتبر وثيقة مهمة عن حياة ومشوار الممثلة يضم قائمة أعمالها وبداياتها ورأيها في التجارب المختلفة التي قدمتها مع مخرجين ومخرجات مصريات أمثال نادية حمزة "امرأة للأسف". وإيناس الدغيدي التي ارتبطت معها بعلاقة فنية وشخصية أثمرت مجموعة من الأفلام ذات التميز الخاص وهي "امرأة واحدة لا تكفي" و"دانتيلا" و"كلام الليل" و"الوردة الحمراء" وفيلم خامس بعنوان "ماتيجي نرقص" وكلها أفلام ذات طبيعة مختلفة ومثيرة للجدل وتختلف حولها الآراء.
ويضم كتاب علا الشافعي الذي اختارت له عنوان "يسرا درة السينما العربية" بعضاً مما قالته يسرا عن نفسها ومنها: "أنا شبعانة شهرة وفن ونجاح والخمس سنوات الأخيرة "عرت" المجتمع وكشفت أشخاصاً تستنكر عليك النجاح" و"أنا محظوظة بالعمل مع الزعيم في "17 فيلم" وتاريخ وموهبة وفن وثقافة عادل إمام يجب أن تدرس.. و"قفا" أحمد زكي كان بيعرف يمثل".
عشت في حي الزمالك لأكون بجوار عبدالحليم حافظ وسعاد حسني وكمال الطويل ومصطفي أمين.
ويسرا - في رأي محررة الكتاب - واحدة من النجمات القلائل القادرات علي منحك كماً كبيراً من البهجة والسعادة والتفاؤل والطاقة الإيجابية بمجرد رؤيتها أو الجلوس معها. حيث تتسرب إليك تلك الطاقة دون مجهود يذكر خصوصاً أنها شديدة الاتساق مع نفسها وتملك رضا يمنحها روحاً خاصة لذلك عندما تستمع إليها تجدها رقيقة كالفراشات. مبهجة كألوان الزهور. تلمس إنسانيتها في كل تعاملاتها وفي تعاطيها مع من حولها. تدرك جيداً أن الله أعطاها كثيراً من النعم لذلك فهي دائماً ما تردد: "الحياة بسيطة ونحن فقط من نصعبها علي أنفسنا".
وفي رأي الكاتب والسيناريست تامر حبيب: ست جدعة ومبهجة. ويري المخرج عمر عبدالعزيز إنها موهبة استثنائية وبالنسبة لسمير سيف "جوليا روبرتس العرب" وهاني خليفة يقول: "إنها فنانة شغوفة بالتمثيل. ويعتقد يسري نصر الله الذي عملت معه في فيلم "مرسيدس" أنها ممثلة جبارة قادرة علي حكي الانفعالات بأبسط طرق الأداء وبالنسبة للسيناريست وحيد حامد "السيدة الودودة والعطوفة والصديقة".