الأهرام
ماهر مقلد
العشم فى مصر
ما هى حدود العشم فى الوطن ؟
هل من حق المارقين العشم فى الوطن وانتظار المدد ؟ أم أن العشم يكون للمواطن الصالح الذى يتعايش مع وطنه ويتصالح مع نفسه ؟ هذه التساؤلات طرأت علىَّ بعد حالة الهجوم على مصر، حيث يبالغ البعض فى العشم بدرجة تفوق التصور وتخلط بين مسئوليات الوطن وواجبات المواطن للحد الذى قد ينسى البعض أن للوطن واجبات لا يحترمها البعض بل ويتجاهلها . وهنا أذكر واقعة تعود إلى عام 2001 عندما قابلت شقيقة أحد أخطرالإرهابيين فى العالم والذى يعرف بأنه زعيم تنظيم القاعدة وكان اللقاء بعد نشر عائلته نعيا فى صفحة الوفيات تنعى فيه زوجته واطفاله الذين قتلوا فى قصف جوى فى افغانستان . كانت المناسبة مهمة صحفية يومها بدت شقيقته غاضبة جدا من تجاهل الدولة المصرية للحادث وعدم اجراء إتصالات لعودة الجثامين وقالت إنها أرسلت رسالة إلى الكاتب الصحفى سلامة احمد سلامة تحث فيها رئيس الجمهورية على التحرك . يومها كنت أتفهم مشاعرها تجاة الأطفال الصغار والزوجة لكن لم أتفهم حالة الغضب والعتاب على الدولة المصرية وشقيقها اعترف بأنه خطط للهجوم على السفارة المصرية فى باكستان وهى العملية الإرهابية النكراء التى وقعت يوم 19 نوفمبر عام 1995، واستشهد فيها أحمد نمير أحمدين خليل، السكرتير الثاني، والشهداء حسين محمد فهمى عبدالمقصود، ومحمود محمد عبدالمقصود السيد، وأيمن محمد على محمد عثمان، الضباط بأمن السفارة. ولم تكن هذه العملية هى الوحيدة بل نموذج للعمليات التى خطط لها ونفذها .

والسؤال هل العشم فى مصرأحيانا يكون فى غير مكانه .

ومن يحدد العلاقة بين الوطن والمواطن ؟ هل فى أن تأخذ ولا تعطي؟ أم تعطى على قدر ما تأخذ ؟ أم تعطى ولا تأخذ ؟

فى رأى أهل الأختصاص من علماء الدين والسياسة والإجتماع القاعدة المثلى هى أن تعطى للوطن كل ما تستطيع وستجنى كل ما تنتظره آجلا أو عاجلا،فلا مجال هنا لنظرية الحسابات مع الأوطان. الشعب المصرى يتميز بخفة الظل، ويتعامل مع قسوة الحياة بمنطق خاص وهو الروح المتسامحة التى تستطيع تغيير الصورة من اللون الداكن إلى ألوان أكثر تفاؤلا . هى نعمة من الله سبحانه وتعالى وقدرة عظيمة يتفرد بها شعب عريق ولولا هذه الخفة لمات البعض كمدا .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف