الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
لماذا يبكي الطفل الآن يوم افتتاح الدراسة؟؟

زمان كان يوم افتتاح العام الدراسي الجديد يوم فرحة وبهجة.. يوم ننتظره بعد العودة من المصيف.. ونسعد بشراء ملابس المدرسة والشنطة وغيرها.. كانت الفرحة والبهجة من أجل التغيير.. الطفل والشاب الصغير يفرح لمجرد تغيير الشاطئ والبحر والمايوه وعشة رأس البر أو شقة الاسكندرية بعد أكثر من ثلاثة أشهر.. ونحن أطفال أو شباب نحب التغيير والعودة إلي المدرسة والزملاء واللعب في الحوش خلال الفسحة.. وكان هناك دوري المدارس.. بين كل المدارس في كل المحافظات وفي اجازة نصف السنة تقام المباراة النهائية في بطولة الدوري تقام علي ملعب المعلمين بجوار أهلي الجزيرة وعادة بين مدرسة فؤاد الأول ومدرسة السعيدية.. وكل مدرسة بها الملعب الخاص بها.. وملعب السعيدية بالذات له تاريخ.. ثم تبدأ مسابقة كأس المعارف العمومية "علي نمط كأس مصر" والمباراة النهائية علي نفس الملعب مع نفس المدرستين عادة فقد كان يضمان خير لاعبي الأهلي والمختلط "الزمالك الآن".
نعم كانت هناك مدارس تضم نجوماً كباراً مثل محمد لطيف والسحيمي في مدرسة الخديوية وصالح سليم في الابراهيمية ومكاوي في التوفيقية.. وكانت مباريات هذه المدارس مع فؤاد الأول أو السعيدية لها جمهور كبير أيضاً لا يقل عن جمهور النهائي لذا كانت تقام هذه المباريات علي ملعب المعلمين.. ولكن عادة كانت المباراة النهائية محصورة بين القطبين الكبيرين فؤاد الأول والسعيدية.
***
تم "اغتيال" كل الملاعب ببناء الفصول فوقها عدا ملعب مدرسة التوفيقية بشبرا وكان ملعباً مشهوراً لأن أبناء شبرا كانوا يستخدمون هذا الملعب بعيداً عن تلاميذ المدرسة!!! فقد كان الملعب مفتوحاً للجميع!!! لذا ظل هذا الملعب موجوداً إلي الثمانينيات عندما كان رئيس الوزراء الدكتور علي لطفي الذي غضب كثيراً عندما كتبنا مانشيتات "إعدام آخر ملعب" واصدر مجلس الوزراء قراراً بعدم بناء أي مدرسة جديدة إلا وبها ملعب كرة قانوني "تراك" لالعاب القوي!!! فهل تم تنفيذ هذا القرار؟.. أبداً.
ومن ذكريات ملعب التوفيقية الشهير انه سبب تألق أحمد مكاوي كابتن الأهلي وكابتن مصر.. فباب الملعب الرئيسي المطل علي شارع شبرا العمومي مفتوح ليل ونهار.. والكل يلعب فيه.. من بينهم "الطفل مكاوي" ابن الحتة وابن المدرسة أيضاً.. لذا ظهر نبوغه في سن مبكرة جداً!!!
***
ثم لا ننسي الرحلات.. كانت المدرسة - كل المدارس - تنظم رحلات إلي الأهرام وأبي الهول.. أو المتحف الفرعوني في ميدان الاسماعيلية "التحرير الآن".. أو حي سيدنا الحسين بما فيه خان الخليلي أو الأزهر أو مصر القديمة عموماً وغيرها.. بل في سنة التخرج من المدرسة نسافر إلي الأقصر وأسوان لمدة ثلاثة أيام.
***
من هنا.. ومن غيرها.. كانت البهجة والفرحة - بل والحب - في يوم افتتاح العام الدراسي الجديد.. سئمنا بعد ثلاثة شهور وأكثر من البحر والعوم وعمل تماثيل من طين البحر.. وأصبحنا في شوق للجديد.. وبعد عام دراسي طويل تهل أيام الامتحانات وثقلها وأهميتها ومسئوليتها والخوف منها.. كل هذا.. التفكير والاستعداد للمصيف يخفف منه.. ونصبح في شوق للجديد!!! وهو للصيف.
هذه هي الحياة.. والحياة لها عمر محدود بالسنة والشهر والاسبوع واليوم والساعة والدقيقة والثانية والفيمتو ثانية الله يرحم الدكتور زويل.. فهل من مذكر؟؟؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف