لم يجمع الشعب علي شئ، اكثر من رفضه استمرار حكومة المهندس شريف اسماعيل.ألمس ذلك في كل الأوساط التي اختلط بها. وأتمني ان تبادر مؤسسات قياس الرأي العام المستقلة، لعمل استطلاع ميداني، للتأكد من هذه الحقيقة المرة.
ربما يكون المهندس اسماعيل سيئ الحظ، لتوليه الحكومة خلفا للمهندس محلب، الأكفأ والاقرب إلي القلوب منذ ثورة يناير. لكن هذا وحده لايبرر السخط الشعبي علي حكومة اسماعيل. فهناك كوارث جوية وسكك حديدية واقتصادية وتعليمية واجتماعية متعددة خلال العام الذي مر علي توليه الحكومة، مما أصاب الناس بالتشاؤم. فمن حادث الطائرة الروسية في سيناء، الذي اصاب السياحة في مقتل. إلي حادث اختطاف طائرة برج العرب وسقوط طائرة مصر للطيران القادمة من باريس، مماتسبب في خسارة حوالي 10 مليارات دولار من عائدات السياحة، ليتسبب ذلك مع اخطاء في إدارة السياسة النقدية في اشتعال ازمة الدولار، واستغلال التجار الفرصة لرفع اسعار مختلف السلع، بشكل عشوائي، بمافيها الفول والطعمية وحتي الفجل والجرجير. وجاء قانون القيمة المضافة ليزيد الوضع سوءا، خاصة انه لم يسبقه أي استعداد حكومي للتطبيق السليم، مما جعل المواطن نهبا للشركات والتجار المستغلين، ولايجد حتي الآن من ينقذه من براثنهم ! وجاءت كارثة مركب رشيد الأخيرة لتغرق المصريين جميعا في مستنقع الحزن والدموع علي شباب غض، تصور ان عبور البحر إلي الشاطئ الإيطالي يمكن ان يحيي في داخله الأحلام الموءودة، فإذا ببعضهم يفقد حياته والبعض الآخر لم يظهر له اثر، واكتفت الحكومة بالفرجة علي نساء يلطمن الخدود حزنا علي ذويهن القتلي والمفقودين. كفانا يارئيس الحكومة. ارحل وأرحنا.