غرق مواطنين. وقيمة مضافة. وبالتالي ارتفاع لأسعار السلع الأساسية. وغيرها.. وسفريات هنا وهناك لدفع عجلة الاستثمار. وفي النهاية تصريحات عنترية ل"الشو الإعلامي". هذا هو حال الشارع في كل نجع وقرية ومدينة.
المواطنون يغرقون في الشواطئ المختلفة من البرلس مروراً ببرج مغيزل. ورشيد إلي إدكو. والأهالي يشيعون الجثامين بحسرة وندامة. والمسئولون يتحركون في آخر لحظة وكأنهم ليسوا منا.
غرق مركب الهجرة غير الشرعية برشيد. حرك المياه الراكدة بوجدان أهالي الضحايا وغيرهم من المواطنين. رافعين شعار "كفاية حرام".. و"لا" للحكومة التي لم يحضر منها لموقع الحادث سوي الدكتور محمد سلطان. محافظ البحيرة الذي خرج بتصريحات كثيرة.. ورغم ذلك بقيت جثث الضحايا علي سطح المركب بالساعات حتي حضور تصريحات الدفن.
غرق هذا المركب لم يكن مسئولية الضحايا وأهاليهم. كما يشاع ويقال في وسائل الإعلام المختلفة. وعبر شبكات التواصل الاجتماعي. لأن المسئولية جماعية بداية من تصريحات المسئولين المتتالية بانتهاء عهد التوظيف في الهيئات الحكومية المختلفة إلي الأبد. مما تسبب ذلك في إحباط الخريجين والأهالي وسط "غول" الأسعار. الذي أكل جيوب الغلابة. وأصبح منهم مرضي يكادون يموتون من الإهمال والجوع. وبالتالي لم يكن أمام هؤلاء سوي البحث عن مصدر رزق آخر يكفيه قضاء احتياجاته هو وأسرته. في الوقت الذي يرون أمامهم ذويهم من الشباب والأهالي يعملون ببلاد الاتحاد الأوروبي وينعمون بالعيش فيها. فأخذوا يحلمون حتي دبروا حالهم منهم من باع "شبكة الفرح" وآخرون رهنوا أراضيهم لتوفير نفقات السفر عبر الهجرة غير الشرعية. عن طريق "سماسرة الموت" وهم معروفون وبالاسم. ولا أحد يحاسبهم ولا يقترب منهم.
المسئولية الثانية.. أين خفر السواحل.. وشرطة المسطحات المائية.. التي سمحت لكثير من المراكب قبل حادث مركب الغرق بالتحرك إلي الجانب الآخر من أوروبا وهو في بداية الطريق. وعندما وصل مكان الغرق قبالة شواطئ رشيد. وعلي متنه 600 شخص. بينهم "أسر كاملة" فضلت الغربة في بلاد "الفرنجة" عن الغربة بين أهاليهم وذويهم من الأغنياء ورجال الأعمال والوزراء والمحافظين. كما أعلن أهالي الضحايا في وسائل الإعلام المختلفة كتبرير لهجرة أبنائهم؟!!
أما "سماسرة الموت" فهم المسئول الثالث. والرئيسي في هذا الحادث الفجيع. الذي تألم له الملايين من المصريين. حيث يتحركون أمام أعين المسئولين ليلاً ونهاراً. لاصطياد ضحاياهم من علي المقاهي وخلافه. مستغلين حالة غليان الشارع وأخطاء الحكومة المتتالية. بداية من قضية فساد وزارة الزراعة مروراً برشوة مستشار وزير الصحة وحتي قضية فساد صوامع "القمح" وإعادة استيراده. وبه 05.0% من فطر الأرجوت. الذي يتسبب في هوس المواطنين. إذا زادت احتياجات المواطن عن 65 كيلو في العام طبقاً لتصريحات الخبراء الذين أكدوا أن المصري يستهلك من 150 إلي 180 كيلو في العام.
كذلك "مجلس النواب" و"الحكومة" التي حتي وقتنا هذا لم تغلظ عقوبة المساهمين في الهجرة غير الشرعية بالإضافة لعدم وجود تشريع يقف أمام هذه الظاهرة بالمرصاد. رغم تكرارها كل يوم!!!
ومن هنا لابد من الوقوف عند حادث رشيد طويلاً للبحث له عن حلول عاجلة للحد من هذه الظاهرة وعودة الانتماء لأبناء هذا الوطن بفتح الصناديق الخاصة في الوزارات والمحافظات المختلفة وإخضاعها للموازنة العامة حتي يتم توفير فرص عمل حقيقية لهؤلاء الشباب.