الأهرام
اسماء الحسينى
اغتيال حتر واستقرار الأردن
هزت جريمة اغتيال الكاتب والناشط السياسى ناهض حتر فى وسط العاصمة عمان الرأى العام الأردنى والعالم. وكان حتر
قد نشر توضيحا بشأن رسم نشره على فيسبوك واعتبر مساسا بالذات الإلهية، قال فيه:إنه يسخر من الإرهابيين وتصوّرهم للرب والجنة، ولا يمس الذات الإلهية من قريب أو بعيد، بل هو تنزيه لله عما يروّجه الإرهابيون. وقد سارع الأردنيون بجميع انتماءاتهم ومشاربهم إلى إدانة الجريمة النكراء والمطالبة بمعاقبة مرتكبيها، وكان اللافت للنظر فى الاعتصام الذى نظمه ذوو حتر وأصدقاؤه الشعارات التى رفعها المتظاهرون أردن موحد في إدانة جريمة اغتيال حتر.. لا للاغتيال لا للعنف. ونادى المحتجون بالوحدة الوطنية رافعين شعارات كلنا أردنية. وكأن الجميع فهم الرسالة وأدرك أن المستهدف ليس حتر وحده وإنما الأردن كله استقراره ووحدته ووجوده، كما حدث من قبل عند حرق إرهابيى داعش الشهيد الطيار معاذ الكساسبة، وعند الاعتداءات الإرهابية الأخيرة فى الأردن. والواقع أن الأردن يواجه تحديات كبيرة، فأزمات الإقليم تلقى بظلال عميقة على الأردن، الذى تحيطه بؤر صراع متفجرة، ويأتى اغتيال حتر عقب إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية، ووسط تخوفات عميقة لدى الأردنيين من الإرهاب، ووسط ضغوط دولية وإقليمية وداخلية على بلدهم الذى استطاع تجاوز احتجاجات الربيع العربي بصعوبة بالغة.فالحرائق المشتعلة فى محيط الأردن تؤثر عليه بشدة، والأوضاع المتفجرة فى سوريا والعراق وفلسطين تؤثر بشكل مباشر على جميع أوضاعه السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. فهل يستطيع الأردن مواجهة عواصف الخارج والأوضاع الكارثية على حدوده، يتوقف ذلك إلى حد كبير على وحدة جبهته الداخلية وبناء سلامه الاجتماعى، ومواجهة الأفكار المتطرفة بالحوار والفكر والتعايش، وهو الأسلوب الذى ارتضاه الأردنيون منذ تأسيس دولتهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف