احمد الشامى
الزمن لا يعود إلي الوراء .. يا "كلينتون"!!
احتفلت الصحف والشبكات الإخبارية الأمريكية بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي. إلي نيويورك. ومشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ال71. خصوصاً بعد لقائيه بهيلاري كلينتون. مرشحة الحزب الديمقراطي. ودونالد ترامب. المرشح الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وعلي الرغم من تأكيدات كلينتون بأنها ناقشت مع الرئيس السيسي العلاقات السياسية وتنمية التعاون الاقتصادي. إلا أنها تعدت حدود اللياقة عندما طالبت بالإفراج عن المواطنة المصرية التي تحمل الجنسية الأمريكية. آية حجازي. ولذا كان رد الرئيس عليها فاحماً بأن مصر "دولة قانون. ولن نسمح بالتدخل في شئوننا". ولا أعرف كيف تسمح كلينتون لنفسها بانتهاك السيادة المصرية. وتطالب بإسقاط جميع التهم المنسوبة لها. والسوال: هل توافق أمريكا علي معاملتنا بالمثل والإفراج عن مصريين موقوفين علي ذمة قضايا جنائية في بلادهم؟!!
وآية محمد نبيل حجازي 28 عاماً. متزوجة من محمد حساني مصطفي. "مصري" وكانت تتخذ بمشاركة زوجها و5 متطوعين آخرين مصريين وقت القبض عليها من مجال رعاية الأطفال ستاراً لنشاط معاد للدولة. إذ أسسوا في عام 2013 مؤسسة لرعاية أطفال الشوارع تحمل اسم "جمعية بلادي" وتم القبض عليهم عام 2014 في مقر المؤسسة. ووجهت لهم النيابة تهمة "تأسيس جماعة إجرامية لأغراض الاتجار بالبشر. والاستغلال الجنسي للأطفال. وهتك عرضهم".. وكشفت تحقيقات النيابة أن مواطناً تقدم ببلاغ ضد الجمعية يتهمها فيه باحتجاز ابنه وأطفال آخرين عنوة. وباستغلالهم في مظاهرات الإخوان ضد الدولة في ذلك الوقت. وأجلت محكمة جنايات القاهرة أخيراً نظر القضية لجلسة 19 نوفمبر المقبل. هذه هي "آية حجازي" التي تطالب "المرشحة" بالإفراج عنها. وكأننا في دولة هشة بلا مؤسسات. تقبل الإملاءات من كلينتون التي تتعامل مع مصر ب"أجندتها" القديمة. ونسيت أنها تتعامل مع رئيس أكبر دولة في الشرق الأوسط.
فالرئيس السيسي لديه حلول لأهم المشكلات التي تفتك بالمنطقة. ويأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية وأزمتا سوريا والعراق. والإرهاب. ولذا كان "نجم" اجتماعات الأمم المتحدة. وهو الزعيم الوحيد الذي تهافتت عليه وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية. فالزمن لا يعود إلي الوراء يا كلينتون. ومصر يقودها الآن زعيم لا يخشي في الحق لومة لائم. أما "ترامب" فكان أكثر واقعية منها. وأعلن لوسائل الإعلام عن انبهاره بشخصية الرئيس. وقال في حوار مع شبكة "فوكس بيزنس" إن الرئيس السيسي شخص رائع. وكان الاجتماع معه بنَّاء للغاية. وكانت هناك كيمياء جيدة تربطني به.. وكذلك قال الرئيس السيسي في مقابلة مع شبكة "سي.إن.إن" الأمريكية: إن ترامب سيكون قائداً قوياً بلا شك. وقالت حملة ترامب. تعليقاً علي اللقاء إن لديه تقديراً كبيراً "للمسلمين المحبين للسلام". معتبراً أن مصر ستصبح أكثر من حليف لبلاده في حال نجاحه في الانتخابات. وامتدح ترامب الرئيس السيسي والشعب المصري "لما فعلاه لإصلاح العالم".
وأقول لكم: إن ثقل مصر. وحكمة الرئيس السيسي. سيكون لهما تأثير كبير في السياسة الأمريكية خلال الفترة المقبلة. باعتبارها تقود الحرب العالمية علي الإرهاب. وهو ما دفع السفير علاء يوسف. المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية. إلي التأكيد أن "مصر تتعامل مع كلا المرشحين الأمريكيين بشكل متساو". وأري أن موقف القاهرة سيتدخل لتوجيه بوصلة الناخبين الأمريكيين إلي حد كبير. ويقيني أنها ستتجه نحو المرشح الذي يوفر لهم الحماية علي الأقل داخل بلادهم من الهجمات الإرهابية.