بالتأكيد اندهشت وانت تسمع صيحة التكبير "الله اكبر" من ارهابيي داعش وجماعة الإخوان الارهابية وهم يقتلون ويدمرون ويحرقون ويذبحون.. هؤلاء يستحقون الاعدام ولكنهم يحتاجون منا تعليمهم وتوعيتهم حتي يستيقظوا من غيبوبتهم.. هؤلاء ليسوا بكفرة بل من المسلمين ولكنهم في غيبوبة دينية لا يعرفون مباديء الدين الاسلامي الحنيف.. ولعل مقتل علي بن ابي طالب اثبات وبرهانا عما يحدث الآن.
عبدالرحمن بن ملجم "الخارجي" اسم عرفه الجميع وسمع به فهو قاتل علي بن أبي طالب.. الخليفة الراشد والمبشر بالجنة.. ابن عم رسول الله صلي الله عليه وسلم وصهره زوج الزهراء أبا الحسن والحسين.. سيدي شباب الجنة.. أغلبنا يظن أن هذا القبيح "عبدالرحمن بن ملجم" كان انسانا فاسقا ضائعا لا يفقه من الدين شيئا أو أنه كان من المندسين ممن سعوا إلي تدمير الاسلام وأهله ان عبدالرحمن بن ملجم كان انسانا تقيا زاهدا صالحا فقد كانت علامة السجود ظاهرة في وجهه.. لقد ارسله عمر بن الخطاب إلي مصر تلبية لطلب عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث قال: يا أمير المؤمنين ارسل لي رجلا قارئا للقرآن يقريء أهل مصر القرآن فقال عمر بن الخطاب:
أرسلت اليك رجلا هو عبدالرحمن بن ملجم من أهل القرآن اثرتك به علي نفسي "يعني أنا أريده عندي في المدينة لكن آثرته به علي نفسي" فإذا أتاك فاجعل له دارا يقريء الناس فيها القرآن وأكرمه.
نعم هذا هو عبدالرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه نعم هذا الرجل الزاهد العابد الورع محفظ القرآن وحافظه لقد قتل "علي" بضربة سيف وهو يردد قول الله تعالي: "ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رءوف بالعباد".
قال عمران بن حطان السدوسي يمدح ابن ملجم- قبحه الله- في قتله أمير المؤمنين عليا رضي الله عنه:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
إني لاذكره يوما فاحسبه
أوفي البرية عند الله ميزانا
أكرم بقوم بطون الطير أقبرهم
لم يخلطوا دينهم بغيا وعدوانا
فانبري له من أهل التوحيد شاعر يرد عليه فقال:
قل لابن ملجم والاقدار غالبة
هدمت ويلك للإسلام أركانا
قتلت أفضل من يمشي علي قدم
وأول الناس إسلاما وايمانا
وأعلم الناس بالقرآن ثم بما
سن الرسول لنا شرعا وتبيانا
صهر النبي ومولاه وناصره
أضحت مناقبه نورا وبرهانا
وكان منه علي رغم الحسود له
مكان هارون من موسي بن عمرانا
ذكرت قاتله والدمع منحدر
فقلت: سبحان رب العرش سبحانا
إني لأحسبه ما كان من بشر
يخشي المعاد ولكن كان شيطانا
لم ينفع عبدالرحمن بن ملجم ما كان عليه من تقوي وعبادة فقد كانت سوء الخاتمة من نصيبه والعياذ بالله
وكل ذلك لقلة العلم الشرعي وانجراره خلف الخوارج الذي أفسدوا كثيرا من شباب المسلمين.
حين قيد عبدالرحمن بن ملجم للقصاص قال للسياف:
لا تقتلني مرة واحدة "يعني قطعه رأس" قطع أطرافي شيئا فشيئا حتي أري أطرافي تعذب في سبيل الله.
سبحان الله هل قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قربة لله!!
هذا ما نراه اليوم في واقعنا الحالي الذي نعيشه والذي ظهر به من شباب المسلمين من يدعون التقرب لله عز وجل بقتل الأبرياء من المسلمين الآمنين واصبح التخويف والتشريد منهاجا لهم.
أؤلئك الذين تبدوا علامات الهداية في وجوههم ويتلون القرآن في الليل والنهار ولكنهم خابوا وخسروا فقد انطبق قول الرسول صلي الله عليه وسلم عليهم:
"سيقرأ القرآن رجال لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية"
كل هذا وهم يصرون علي جهلهم وبعدهم عن الحق ادعاء منهم أن ذلك باسم الدين ولمصلحته وهم بالأصح يحاربون الدين وأهله باسم الدين ولمصلحته وهم بالأصح يحاربون الدين وأهله.
اليس هؤلاء في أشد الحاجة إلي تعليمهم وتثقيفهم بأمور الدين الصحيح ثم بعد ذلك نعاقبهم؟