مرسى عطا الله
زيارة إلى الصين (6) 3 أسئلة لأمريكا
لا يختلف أحد من أهل الصين على أن استمرار المضى فى سياسات العولمة وما سوف يترتب عليها - تلقائيا - من تزايد الفجوة بين الدول الغنية والدول الفقيرة سوف يؤدى لتعميق مشاعر اليأس والإحباط وأن العولمة كما تدل ملامحها المنظورة حتى الآن ليست مقدمة لاستعادة أمجاد الإمبراطوريات القديمة وباستخدام السلاح الاقتصادى وليس السلاح العسكرى ولكن العولمة سوف تزيد من معاناة الدول الفقيرة وتزيد من وطأة العجز عن التنمية.
ويطرح أهل الصين سؤالا هو هل يمكن لأكثر من نصف دول العالم أن يرى عبر وسائل وآليات العولمة التى اقتحمت كل السماوات حياة البذخ والترف والرخاء فى الدول الغنية بينما متوسط دخل الفرد فى الدول الفقيرة لا يزيد على 600 دولار فى السنة.. ثم سؤال آخر هو: هل فى ظل سياسات إغلاق الأبواب فى وجه المهاجرين إلى أمريكا وأوروبا من دول العالم الثالث بسبب سياسة العولمة يمكن إيجاد فرص عمل جديدة لهم فى أوطانهم وأن يكون هناك استقرار سياسى واقتصادى أو اجتماعى فى هذه الدول.. وسؤال ثالث لايقل أهمية هو: هل فى ظل الإصرار الأمريكى على وضع مصالح الاقتصاد الأمريكى فى المقام الأول - ولو كان ذلك على حساب الاحتياجات والمصالح البيئية الحيوية للكون كله - يمكن أن يرتجى نشوء قبول دولى للعولمة على المقاس الأمريكى وحده!.
والجواب من عندى هو: إن الولايات المتحدة الأمريكية وحدها هى التى يمكن أن تفرغ مشروع الثورة ضد العولمة أو أن تسهم بغير قصد ودون رغبة فى أن تعجل بموعد اندلاع الثورة فعلا ضد العولمة وفى مناطق تعتقد أنها لا يمكن أن تكون بعيدة عنها أو خارج مشيئتها ثم إن أمريكا وحدها تستطيع أن تزيل مبررات الثورة ضد العولمة إذا ارتضت أن تراجع سياستها وأن تتخلى عن كثير من أنانيتها سواء فيما يتعلق بمعاهدة كيوتو التى ترفض التصديق عليها من أجل حماية البيئة لمجرد أنها لا تريد المساس بمعدل النمو الأمريكى أو ما يتعلق بإصرارها على مشاريع لا تلقى حماسا من حلفائها المقربين مثل عسكرة الفضاء والدرع الصاروخية.
خير الكلام:
<< مهما ينجح الثعلب فى مكره فإن نهايته سلخ جلده!