المساء
أحمد معوض
كلمة ونصف .. بوسي وشيرين
لأن اسم كل منهما ظهر منفرداً بدون اسم الأب. وللتفريق بينهما وبين اسم نجمتين آخريين تم اضافة اسم الأغنية التي اشتهرت بها كل منهما. فأصبحت شيرين "آه يا ليل" وبوسي "آه يا دنيا"!
وحتي تتخلص شيرين من هذا الموقف الذي لازمها فترة طويلة من حياتها. أضافت الي نفسها اسم "عبدالوهاب" وهو علي ما أظن ليس اسم والدها الحقيقي.
في أحد المهرجانات التي تنظمها دار الأوبرا المصرية اعتذرت النجمة السورية "آصالة" عن عدم احياء إحدي الحفلات ولكن في وقت متأخر جداً. مما دفع إدارة المهرجان الي البحث عن بديل بأقصي سرعة. ولا أدري من أشار عليهم باسناد هذه المهمة لشيرين. فمن يفهم في الموسيقي بدرجة مستمع كأضعف الايمان. يدرك ان طبقات صوت شيرين لا تتحمل أداء ألحان صعبة لكبار المطربين.
وبالفعل حدث ما توقعته. وانكشفت شيرين علي حقيقتها أمام جماهير الأوبرا. الذين أصيبوا بالدهشة والصدمة من هذا الاداء المتواضع. حتي ان شيرين نفسها اعترفت علي خشبة المسرح بعد أداء أغنية لأم كلثوم وقالت بالحرف: "أنا نشزت.. صح/!"
في المقابل من يستمع لبوسي بدون موسيقي يدرك ان امكانياتها "الصوتية" علي قدر كبير من التميز.. ولكن لماذا وصلت "شيرين" لتصبح المطربة رقم واحد علي مستوي الوطن العربي. بينما توقفت "بوسي" عند خانة المطربة الشعبية وكبيرها تغني أغنية وسط فيلم هابط؟!
الإجابة علي السؤال السابق تكمن في كلمتين "فريق العمل" قل ليَّ من هو فريق عملك. أقل لك إلي أين ستذهب وماذا سيكون مصيرك.
القائمون علي صناعة "شيرين" كنجمة. استطاعوا ان يرسموا لها خريطة طريق في كل شيء. من أول اختيار كلمات الأغاني والالحان حتي أزياء الملابس وقصات الشعر والماكياج. سارت الفنانة علي بنود الخريطة حتي وصلت الي مرحلة النجومية التي نراها عليها الآن. في حين استسلمت "بوسي" لفريق عمل امكانياته "الادارية والتسويقية" محدودة فلم تذهب بعيداً.
ولا ألوم علي "بوسي" وحدها فهناك أصوات واعدة لم تأخذ حظها من الصيت والغني لأنها أيضاً لم تجد حولها من يرسم لها خريطة النجاح. علي سبيل المثال "ريهام عبدالحكيم ومي فاروق وقبلهما غادة رجب". في حين أن هناك أصواتاً أخري استطاعت ان تحقق المعادلة الصعبة بين الحفاظ علي الأصالة والقيمة الفنية وتحقيق الشهرة والانتشار مثل "آمال ماهر وأنغام".
تعلم كيف تختار من يساعدونك ويدفعونك الي الأمام ويرفعونك نحو القمة ولا تستسلم أبداً لبطانة السوء التي تسحبك الي أسفل ولا خير أبداً من تغيير الفريق في منتصف الطريق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف