نوال مصطفى
حبر علي ورق .. الوزيرة والطائرة
قامت الدنيا وانبري نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي (خاصة كتائب الإخوان الإلكترونية) في نشر خبر ملفق عن وزيرة التضامن غادة والي. الخبر يقول إنها قلبت الدنيا، وهاجت وماجت عندما عرفت أن الوزارة حجزت لها في الطائرة علي الدرجة السياحية، أي الأقل في سلم الدرجات في عرف الطيران وقالت لن أسافر علي هذه الدرجة أبدا أنا وزيرة في الحكومة المصرية وهذا لا يليق. ويكمل محرر الخبر الملفق (الذي نشره أشهر موقع إخباري في مصر مع الأسف) وبعد عاصفة من التوبيخ والانفعال ألغت الوزيرة رحلتها إلي المكسيك ! طبعا لم يحدث شئ من ذلك، وما نشر ليس له أساس من الصحة. القصة الحقيقية هي أن الوزيرة تلقت دعوة من الحكومة المكسيكية وتحديدا وزير التنمية الاجتماعية هناك لافتتاح وإلقاء كلمة رئيسية وحضور مائدة وزارية مستديرة لمناقشة سبل الحماية الاجتماعية في الدول النامية، وفترات التحول، وكذلك لعرض برنامج »تكافل وكرامة».كان موعد السفر يوم الإثنين الماضي، أجلته الوزيرة ليوم الثلاثاء عندما تلقت دعوة لافتتاح غيط العنب مع الرئيس.
وطبعا لأنها دعوة رسمية، لا تتحمل الحكومة المصرية تكلفة السفر أو الإقامة، ومن البديهي جدا أنه عندما يدعي وزراء مصر يتم الحجز لهم علي درجة رجال الأعمال. والتذكرة كما ذكرت علي حساب الجهة الداعية.
»ذهبنا الساعة 5 صباحا أنا وزميلتي مساعد الوزير الدكتورة نيفين القباج، ومدير مشروع تكافل وكرامة، ففوجئنا بأن السفر علي الخطوط البريطانية يتطلب فيزا لانجلترا وهو ما لم يخطر لنا علي بال، وكانت نيفين لا تحمل تلك التأشيرة البريطانية، وفي نفس الوقت وجدنا أن حجزي به مشكلة في النصف الثاني من الرحلة، غير مؤكد، والكرسي رقم 40 في الدرجة السياحية، رغم أن الحجز علي درجة رجال الأعمال، ولأن التذكرة بالأسباني لم ينتبه موظف الوزارةلهذا الخطأ.
اتصلنا بالسفير المكسيكي الذي تواصل مع حكومته واعتذر لهذه اللخبطة التي نشأت من التغييرات في اللحظة الأخيرة، وطلب تأجيل السفر لمدة ساعتين ونصف لتحويل التذكرة علي مصر للطيران حتي ألمانيا ثم لوفتهانزا من فرانكفورت إلي المكسيك.هذا ما حدث ببساطة شديدة. لا أدري مصدر اللغط حول هذا الموضوع ولا أعرف أين المشكلة؟!».. هذه هي القصة الحقيقية كما روتها غادة والي وزيرة التضامن، وهي كما نري بعيدة كل البعد عن الخبر الملفق الذي يضعها في صورة المتعالية التي ترفض معاملتها كسائر المواطنين، وتصر علي أن تدفع لها الوزارة تذكرة علي درجة رجال الأعمال لأن قيمتها ومستواها كده! ولا يليق أن تقبل بأي شئ آخر.
صححت ألفة السلامي المستشارة الإعلامية والمتحدث الرسمي لوزارة التضامن هذا الخبر، وأرسلته لرئيس تحرير موقع»اليوم السابع» الذي كان أول من نشر الخبر ليسري كالنار في الهشيم وينتشر علي كل مواقع التواصل الإجتماعي.
تم نشر التصحيح عملا بقوانين الصحافة وتشريعاتها، لكن بكل أسف شير الناس الخبر الملفق، ولا يزالون، وأغمضوا عيونهم عن التصحيح والحقيقة التي نشرت بعد دقائق من نشر الخبر الأول! كيف يعمل المخلصون، المتفانون في عملهم من أمثال غادة والي وسط كل هذا العبث الإعلامي الإلكتروني؟ يا كتائب الإخوان الإلكترونية اختشوا واخجلوا من أفعالكم الرخيصة!