يسرى حسان
أي حاجة - دولة الهيستريا !!
مصر الآن هي "دولة الهيستريا" بامتياز. أغلب مسئوليها لا خيال لديهم. ولا ثقافة ولا فكر. ولا حتي إنسانية. يتصرفون بعشوائية تؤكد تشوش أفكارهم وضحالة ثقافتهم. وتهافت منطقهم وتفاهته. وتؤكد كذلك أنهم في حاجة إلي علاج نفسي عاجل. وعزلهم في مستعمرات بعيدة عن البشر حتي لا تنتقل العدوي إلي غيرهم. وتأملوا جريمة حرق الكتب التي جرت في إحدي مدارس الجيزة لتدركوا أي نوع من المسئولين ابتليت به مصرنا العزيزة!
سأفترض أن الكتب التي تم إحراقها تحرِّض علي العنف والتطرف. فهل من اللائق والإنساني والتربوي أن يتم حرقها هكذا في حوش المدرسة أمام التلاميذ ووسط تهليل المدرسين والسيدة وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة التي أشرفت بنفسها علي المحرقة ورفعت علم مصر. ألم يكن من الأوفق الاكتفاء بنزع الكتب من المكتبة في هدوء وينتهي الأمر؟
لم يكن من الأوفق طبعاً نزعها في هدوء. فالغرض لم يكن حماية التلاميذ من الإرهاب والتطرف. كما يدعون. بقدر ما كان تقديم أوراق اعتماد للمسئولين الأعلي تؤكد أن السيدة ضد الإخوان الذين كانت المدرسة تابعة لهم. خاصة أن السيدة نفسها كانت عضواً في لجنة السياسات بالحزب الوطني البائس الذي يبدو أنه عاد ليحكمنا من جديد.
ما حدث في مدرسة "فضل الحديثة" بالجيزة جريمة بشعة وتصرف همجي وغير تربوي وغير إنساني بالمرة. ليس فقط لأن هناك كتباً من التي تم إحراقها لا علاقة لها بحكاية الإرهاب والتطرف التي يدعونها ومنها "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ علي عبدالرازق. وكتب للشيخ عبدالحليم محمود. وكتب عن الإدمان ومخاطره. مما يؤكد حكاية الهيستريا التي أصابت المسئولين. فحتي لو كانت الكتب كلها تدعو إلي التطرف والإرهاب. فإن التعامل معها بالحرق هو التطرف والإرهاب بعينه.
لو كنت وزيراً للتربية والتعليم. وأدرك تماماً يعني إيه تربية وتعليم. لأصدرت قراراً فورياً بعزل هذه السيدة من منصبها. لكنه لن يفعل وربما أرسل لها تهنئة أو منحها علاوة علي مجهوداتها.. ألسنا في مصر؟
ولو كنت ولياً لأمر أحد تلاميذ المدرسة لطالبت بمحاكمتها فوراً بتهمة تحريض التلاميذ علي العنف. وتهمة الإساءة إلي سمعة مصر أمام العالم وتصويرها كدولة عنيفة وديكتاتورية وغير قادرة علي مواجهة الفكر بالفكر وغير حريصة علي تنشئة أطفالها علي أسس علمية ونفسية وتربوية سليمة.. يبدو أن مصر أصبحت كذلك بالفعل.. حاجة تقرف!!