الجمهورية
بسيونى الحلوانى
اللعب في "مزاج المصريين" بالشائعات الكاذبة
كان ضرورياً أن يظهر الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه الأخير "العين الحمراء" للفوضويين والمتآمرين وتجار الشعارات الكاذبة الذين يحرضون الجماهير ويوظفون كل المشكلات والأزمات والأحداث القدرية لكي ينشروا اليأس والاحباط بين المواطنين ويوهمونهم بأن يوم الخلاص من النظام قادم لا محالة وأن الشعب كله متأهب للقيام بثورة ثالثة يوم 11 نوفمبر القادم.
هؤلاء الفوضويون ومعظمهم من عناصر الجماعة التي تسعي جاهدة للانتقام من النظام والشعب الذي سانده يحاولون بكل الوسائل اللعب في مزاج المصريين من خلال نشر الشائعات والأكاذيب وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الاحباط بين المواطنين خاصة هؤلاء الذين تضرروا من ارتفاع الأسعار. وتكثيف السخرية من بعض رموز الدولة وإلقاء الغبار علي دور الجيش ومساهماته في حل بعض المشكلات والأزمات التي تواجه المواطنين.
¼ ¼ ¼
خلال زيازتي لبلدتي "نكلا العنب ــ بحيرة" شعرت بروح الاحباط الممزوج باليأس يسيطر علي البعض حيث يري هؤلاء أن ارتفاع الأسعار المتلاحق واستمرار فساد الكبار وتلاحق الازمات الاقتصادية وضعف أداء الحكومة واستسلام مجلس النواب.. كل هذا وغيره يعجل بانهيار الدولة.
ردودي علي البعض بأن الدولة لا تتستر علي فساد وتواجه بحسم كل من يتورط في العدوان أو اهدار المال العام وأن كل أجهزة الدولة الرقابية تعمل بجد لملاحقة الفاسدين. وأن الحالة الأمنية لمصر مستقرة إلي حد كبير وأفضل حالاً من دول عربية كثيرة لم تشهد ثورات ولا تتعرض لمؤامرات ولا تحيط بها قوي الشر من كل جانب. وأن مصر لا تزال مليئة بالخيرات واقتصادها متماسك ولا يوحي بالانهيار.. هذا الكلام يعتبره البعض من باب الدعاية للدولة وتبييض وجهها.
كل هذا يؤكد أن مزاج المصريين ليس علي ما يرام. وأن هناك من يلعب في هذا المزاج ليل نهار من خلال نشر الشائعات الكاذبة علي مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من وسائل التلاقي بين المصريين.
واللعب في مزاج المصريين أصبح صناعة جماعة مارقة لا يشغلهم إلا الانتقام من الجيش والشرطة والشعب ونشر الشائعات الكاذبة لإحباط المواطنين.
في حوار مفتوح مع عدد من الاصدقاء سألني أحدهم: البلد رايحة علي فين؟ قلت له: مصر بخير والحمد لله بدليل أننا نجد ما نأكله ونشربه ونعيش في أمان ولا يوجد ما يهدد أولادنا وأسرنا ونحصل علي رواتبنا آخر الشهر وهي رغم تواضعها تفي باحتياجاتنا الأساسية وليس مهما في هذه المرحلة أن ندخر الأموال في البنوك ونشتري أراضي وسيارات.. المهم أن نفي باحتياجاتنا الاساسية.
رد علي الصديق: كيف نفي باحتياجاتنا الاساسية في ظل طوفان الأسعار الذي يحيط بنا ويهدد حياتنا دون أن تفعل الحكومة شيئاً.. ومن أين ندبر احتياجات أولادنا في ظل هذا الغلاء الفاحش؟
¼ ¼ ¼
مشكلتنا أن معظم المصريين حرموا من نعمتي "الرضا والقناعة" من يحصل علي ألف يشكو ومن يحصل علي عشرة يشكو ومن لا يكفي دخله احتياجاته يشكو ومن يدخر من دخله يشكو.. من يكسب ملاليم يشكو ومن يكسب آلافاً يشكو. هذا هو حال كثير من المصريين.. لا يقولون "الحمد لله" من قلوبهم إلا من رحم ربي.. حتي الذين يتكسبون عشرات الملايين سنوياً يشكون من ارتفاع الأسعار. والواقع أن عدم الرضا يجعل الإنسان يعيش دائماً في هم وغم ولا يشعر باستقرار نفسي ولا أمان اجتماعي أو اقتصادي.. والذي حرم من الرضا وغابت عنه القناعة يشعر دائماً بالاحباط وتسيطر عليه الغيرة والحسد.. ومشاعر الاحباط التي تسيطر علي كثير من المصريين لا ينبغي أن تهمل من جانب أجهزة الدولة لأن المواطن المحبط لن يعمل ولن ينتج بالقدر الكافي وسيكون فريسة سهلة لجماعات التضليل التي تنتشر داخل مصر وخارجها.
صحيح أن ما ردده بعض الجالسين معي يحمل مبالغات وليس بالصورة العالقة في أذهانهم وقد رددت علي بعض ما قالوا وحاولت تصحيح المعلومات المغلوطة العالقة بأذهانهم.. لكن يجب أن نعترف بأن الدولة لم تقدم المعلومات والحقائق الكاملة في ملفي الاصلاح الاقتصادي ومواجهة الفساد بعد أن وعدت بملاحقتهم في كل مكان.
أسباب احباط المصريين ــ حتي ولو كانوا قلة ــ يجب أن تكون علي مائدة صناع القرار والأجهزة السيادية في البلد وأن تعالج باتخاذ قرارات وإجراءات تظهر الحقائق كاملة للشعب حتي لا نترك الفرصة لجماعات التضليل لتضاعف من احباط المصريين.
كثير من الشباب لا يعجبه حال البلد ويطالب بثورة جديدة.. حتي ولو كان هؤلاء بلا منطق فلابد من الحوار العقلاني معهم وكشف الحقائق لهم وكشف من يحرضهم لكي لا نتركهم فريسة سهلة لمحترفي الشائعات والأكاذيب.
مواجهة الشعب بالحقائق تسهم في إزالة الاحباط وتقطع الطريق علي مروجي الشائعات والأكاذيب..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف