يسرى حسان
أوقفوا مهزلة قصور الثقافة!
ما يبعث علي التفاؤل حقاً هو اهتمام القيادة السياسية بما تنشره الصحافة عن وقائع الفساد في مؤسسات الدولة. وقد علمت ان "ملف قصور الثقافة ووزارة الثقافة عموماً" أمام القيادة السياسية الآن ربما تتخذ قرارات مهمة في حالة تأكدها من صحة ما نشر ومن خلال ما تم رفعه إليها من تقارير عبر الأجهزة المعنية.
لذلك فإن بعض المسئولين في الوزارة يدورون حول أنفسهم الآن. ويحاولون تجميل صورتهم ليبدو الواحد منهم كما لو كان الوطني الأوحد والمخلص الأوحد.
الذي علمته ان سيد خطاب رئيس هيئة قصور الثقافة المنتدب لا شاغل له الآن سوي الظهور المكثف من خلال الاحتفالات والحفلات التي تقيمها الهيئة عمال علي بطال. وذلك بعد تأكده من أن "ملفات الهيئة" قد وصلت إلي جهات عليا في الدولة. اهتمت بما نشرناه ونشره غيرنا وان الأيام القادمة ستحمل له أخباراً غير سارة إذا لم يتحرك ويفعل أي شيء كما نصحته جوقة النفاق وأصحاب المصالح الملتفة حوله.
أحدث ما يسعي "خطاب" من خلاله إلي الظهور هو احتفالات أكتوبر التي علمت انه سيقيمها في مركز شباب الجزيرة وستتجاوز تكلفتها المليون جنيه فضلاً عن المكافآت الأخري التي سيحصل عليها المشرفون والمنفذون.
في الوقت الذي يسعي فيه الرئيس السيسي بكل جهده إلي إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية الصعبة ويطالب بترشيد الإنفاق يتصور سيد خطاب ان قصور الثقافة هي شركته الخاصة ومن حقه ان يبعزق أموالها كيفما يشاء وينفق ببذخ شديد علي احتفال مدته ساعتان علي أكثر تقدير يقام في مركز شباب الجزيرة مع ان لديه العديد من الفرق الفنية في جميع محافظات مصر يمكنها ان تحيي هذه الذكري العظيمة في محافظاتها وبتكاليف بسيطة للغاية باعتبارها تابعة أصلاً للهيئة. ولا أظن ان المحافظين سيبخلون بتوفير الأجهزة ووسائل الانتقال والأماكن التي ستحددها الهيئة للاحتفالات.
لا ينشغل سيد خطاب لا بترشيد النفقات ولا بإحياء الاحتفالات في المحافظات المهم مركز شباب الجزيرة والتليفزيون الذي سينقل الاحتفالية والأوبريت الذي سيضع ألحانه جمال سلامة . حتي يبدو سيد خطاب رجلاً وطنياً مخلصاً لذكري انتصارات أكتوبر العظيمة مع ان الوطنية والاخلاص يتطلبان ترشيد الإنفاق في هذا الظرف الصعب وليس البذخ ليظهر المسئول في الصورة فحسب.
إذا لم يكن وزير الثقافة حلمي النمنم قادراًپعلي وقف هذه المهزلة فليتدخل من هو أكبر منه ويوقفها.. لسنا في حاجة إلي مثل هذه الاحتفاليات الآن.. بل ان انتصارات وبطولات وتضحيات جيشنا العظيم ليست في حاجة إلي مناسبة للاحتفال بها فنحن نحتفل بها دائماً ولكن بطريقة عملية عن طريق العمل والاخلاص للوطن لنكون علي قدر هذه البطولات والتضحيات التي لا ينكرها سوي جاحد.
بئس قوم لا ينشغلون سوي بذواتهم ولا يتحركون إلا بدافع المصالح الشخصية.. لكني أظن ان الدولة ليست علي هذه الدرجة من السذاجة حتي تسمح لموظف بإنفاق كل هذه الأموال ليظهر في الصورة.. شكراً يا موظف أنت فعلاً في الصورة ولكن نيجاتيف!!