المصريون
المستشار حمدى الشيوى
البلاء الكبير في وقف تنفيذ حكم تيران وصنافير
أقف اجلالا واكبارا للدستور المصري وأبكيه بكاء مصري معتز بوطنيته فخور بمصريته فبدلا من أن يوضع فوق جميع الرؤوس ليملا بالخير كل الكؤوس فقد ديس بالأقدام ولم يعد له أي إحترام. بالأمس صدر حكم من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بوقف تنفيذ حكم القضاء الإداري ببطلان اتفاقية تيران وصنافير. ولقد نصت المادة 190 من الدستور على أن محاكم مجلس الدولة تختص بنظر منازعات التنفيذ في الأحكام التي تصدر من محاكمه. والتعليق على الأحكام القضائية جائز للشعب الذي يصدر الحكم باسمه لكن لا يجوز تناول شخص القاضي الذي أصدره وليس هناك قانون يمنع من التعليق على الحكم. والحكم اذاصدر مخالفا لنص دستوري صار حكما معدوما كأنه لم يصدر اصلا ولا أثر له على الإطلاق. فإذا ثبت أن الدستور ليس بينه وبين الشعب المصري صلة نسب وأنه كان دخيلا على الشعب كان طبيعيا أن يلتفت عنه ولا يأبه به. وأنني في حل من مناقشة الحكم في منطوقه أو في أسبابه ولكنني وبكل عقل ومنطق وحرص على التراب الذي خلقت منه وكان ربيعا لي في طفولتي وصباي ابدي هذه الملاحظات : --الذي قدم الاستشكال محام مصري أبوه مصري وأمه مصرية فهل يعقل أو يتصور أن يقدم أشكالا في تنفيذ حكم صان لمصر أرضها وحفظ لها ترابها وأية مصلحة له في ذلك؟ ؟؟!!!!!!وإنني لا أري مصلحة له على الإطلاق والمصلحة مناط الطلب وأساس الدعوى. --هل الوطنية المتجردة الصادقة المخلصة هي في التفريط في ذرة تراب أو حبة رمل من أرض مصر ؟؟؟؟!!!!!!!!!والخيانة العظمى هي في التمسك والتعلق والتمسح بكل شبر من أرضها والحرص على طولها وعرضها . لقد قال الشاعر : بلاد الفناها على كل حالة. ..وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن. ونستعذب الأرض التي لا هوا بها. ..ولا ماؤها عذب ولكنها وطن. ولقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الحال فقال (كيف انتم اذا امرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف قالوا اوذلك كائن يا رسول الله قال والذي نفسي بيده وأشد منه سيكون )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. --إن أخطر الأمور ومبعث الشرور هو الاستهانة بالشعب وبمقدراته والعبث بكرامته وانسانيته ويجب علينا جميعا أن ننتبه إلى أحقر المخلوقات بعوضة. ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها شربة ماء )صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذه البعوضة قضت على تجبر نمروذ الذي توهم بملكه انه يحي ويميت فدخلت البعوضة من أذنه إلى رأسه فكان لا يستريح إلا إذا ضرب بالنعال على رأسه حتى مات على ذلك واشتكى ملك من كثرة الذباب فسأل حكيما لماذا خلق الله الذباب فقال له خلق الله الذباب ليهين به الملوك. إن شرفنا وعزنا وكرامتنا هي في الحفاظ على تراب مصر واحترام شعب مصر وفي الحرص على مقدراته وعدم الاستخفاف به على الإطلاق وما الحاكم إلا خادم لشعبه اجير عنده قد استاجره الله سبحانه على رعيته فإن حفظها حفظه وان ضيعها ضيعه. ارجو من الإدارة أن تنسى مع الشعب قوتها وان تستحضر رافتها ورحمتها. تحيا مصر بكل ذرة من ترابها وبقلوب أبنائها واحبابها.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف