الأخبار
أحمد السرساوى
صديقي بيريز..حتي زوجته لم تسلم من ألاعيبه!!

الرئيس الاسرائيلي الراحل شيمون بيريز لم يكن رجلا عاديا.. كان ثعلبا في صورة بشرية.. داهية سياسية من الطراز الأول ، كان يحترف التفاوض وخلط الأوراق واللعب تحت الترابيزات حتي مع زوجته!!
هو في الأصل بولندي.. شهد عام ولادته 1923 أحداثا غريبة في العالم كله، وكأن الدنيا تنذر بميلاده.. فقد سقطت الدولة العثمانية وتم إعلان تركيا الحديثة التي كان أحد مهندسي العلاقات معها ، رغم تمثيلية «الشخط والنتر» التي قام بها أردوجان أمامه في منتدي دافوس عام 2013 .. ولو تأملنا صورة بيريز يومها بإمعان ... ستدهشنا ملامح عدم الاكتراث علي وجهه لأنه كان يعلم أن «الديك التركي» الآخر يُدغدغ مشاعر جماهيره.
أما الزلزال الذي ضرب اليابان سنتها.. فكان إشارة ربما لزلزال آخر شارك في صنعه بيريز عندما حوّل اسرائيل لدولة نووية من نهاية الخمسينات مستثمرا خبرته العسكرية والسياسية .. ففي عام 1949 أصبح مسئولا عن البحرية الإسرائيلية فور قيام دولة الكيان ، ثم أصبح نائبا لمدير وزارة الدفاع عام 1952 ثم مديرا عاما للوزارة طوال ست سنوات امتدت من 1953 الي 1959 وهي الفترة التي شهدت العدوان الثلاثي علي مصر، والتفاوض مع فرنسا لتأديب عبد الناصر بإنشاء مفاعل نووي فرنسي في صحراء النقب جنوبي الأرض المحتلة لدوره في تحرير الجزائر ، بفكرة من بيريز ذاته!!
ومن أهم مسئوليات مدير عام وزارة الدفاع في تل أبيب التنسيق بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية وعلي رأسها الموساد وأمان والشاباك .. كان بيريز صهيونيا للنخاع ، فقد تربي في الكيبوتس وهي قري تعاونية ، تعوّد من يتربي فيها علي الاكتفاء ذاتيا ، بمعني محاولة انتاج كل شيء داخل القرية والاعتماد علي منتجاتها .. كان عمره 11 سنة عندما جاءها لأول مرة وفيها تلقي تعليمه الأولي فأحب اللغات والتاريخ اليهودي ودرس
الزراعة ، وكان مولعا بأكل الفواكه والبط مع النبيذ الأحمر.. ولعل هذا الولع بالبط هو الذي جمعه بالإخواني المعزول محمد مرسي الذي ناداه في أحد خطاباته بـ «صديقي بيريز» ولم ينس أن يختتمه بـ «صديقكم الوفي محمد مرسي» !!
يُحكي عن بيريز الثعلب أنه أحب زوجته سونيا في سن صغيرة .. ربما في سن المراهقة عندما تزاملا سويا في مدرسة الزراعة ولذلك تزوجا مبكرا وهو في الثانية والعشرين بينما كانت هي تصغره بعام أو عامين، وهي أيضا غرمت به بسبب قصة سمعتها منه لأول مرة .. تقول:
في العصور الوسطي بأوروبا .. كان باباوات الكنيسة يبيعون للناس أراضي في الجنة بأسعار مرتفعة جدا ورغم غلائها كان الناس يقبلون عليها اعتقادا منهم أنهم ضمنوا الفردوس ، وتأكيدا لذلك يستلم الشخص عقداً بإسمه.. كان ربح الكنيسة من تلك العقود فاحشا.. لكن في أحد الأيام جاء رجل يهودي للبابا وقال له.. أريد شراء النار كاملة ، دُهش البابا واجتمع مع مسئولي الكنيسة فقرروا بيعها دفعة واحدة بثمن مرتفع وقالوا لن يأتينا غبي آخر ليشتريها، وبالفعل اشتري اليهودي النار وأخذ بها عقدا مكتوبا، ثم خرج الي الناس وأخبرهم أنه إشتري النار وأطلعهم علي العقد ، ثم أعلن أنه سيُغلقها ولن يدخلها أحد بعد الآن .. وسألهم ما حاجتكم للـشراء في الجنة وقد ضمنتم عدم دخول النار ؟؟! وحينها فقط كسدت تجارة الكنيسة وتقلصت ايراداتها ، فعادت واشترت النار من اليهودي الداهية ولكن بـأضعاف أضعاف ثمنها الأول!!»
عندها فقط وقعت سونيا علي الأرض من الضحك وقررت الزواج من ثعلب آخر يُشبه من كان بطلا لهذه الحكاية !!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف