الأهرام
عبد العظيم الباسل
الرزق بإذن الله
هذا العنوان يؤكد حقيقة لا يشعر بها إلا المؤمنون، ولا يقنع بها إلا الراضون بعطاء الله، المقتنعون بأنه لا حيلة فى الرزق، ولا شفاعة فى الموت.

عكس ذلك تماما، اختار صاحب كارثة رشيد، هذه الحقيقة الإلهية اسما لمركبه طلبا للرزق بطريقة غير شرعية، فكان غرق مركبه بضحاياه الذين يزيدون على 400 فرد بين غريق ومفقود!

وبعيدا عن المركب وصاحبه فالأمر بيد القضاء الآن، فإن الكارثة عكست دروسا مستفادة لعلنا نضعها أمام عيوننا عند معالجة هذه الظاهرة.!

- أولا: أن الهجرة غير الشرعية لن تحل بالقانون الذى دخل البرلمان فى يونيو الماضي، ولم يخرج للمناقشة إلا بعد وقوع الكارثة، كرد فعل سريع من جانب الحكومة.

- ثانيا: هناك أموال رصدتها موازنة العام الماضى بوزارة الهجرة لمعالجة هذه الظاهرة، من جانب الوزارة التى لم نسمع لها صوتا، ولم نر لها دورا.

- ثالثا: هذه الحدود المفتوحة بيننا وبين الدول الأوروبية، لماذا لا تخضع للتأمين باتفاقات متبادلة، أو استغلالها بفتح قنوات شرعية لاستثمار الهجرة وربطها بالتنمية، كما طالب بذلك الرئيس السيسى أمام الأمم المتحدة.

- رابعا: لابد من طرح فرص عمل حقيقية أمام الشباب، وتغيير ثقافته وتوعيته ضد أوهام الثراء السريع، الذى قد يأتى مصادفة، ويصعب تكراره.

- خامسا: لابد من مساءلة أهالى هؤلاء الشباب الذين دبروا لهم الأموال للسفر، ودفعوهم للموت غرقا، بحثا عن رزق قد لا يأتى، علما بأننا نؤمن جميعا بأن الأزراق بإذن الله، بعيدا عن مركب رشيد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف