المساء
عزة يحيى
إنتاج السيارات.. "حلم عزيز"!!
منذ عدة أسابيع صرح وزير قطاع الأعمال أشرف الشرقاوي بعودة شركة النصر للسيارات للعمل مرة أخري بعد توقف دام أكثر من 30 عاما.. توقفت أمام الخبر وعدت بالذاكرة لعام 2009 لأول لقاء لي مع د.م.عادل جزارين الرئيس الأسبق لمجلس ادارة الشركة في حوار حول مصير الشركة ومستقبل الصناعة الواعدة وتجدد اللقاء مرة أخري بتاريخ 20/9/2014 ففي ذلك الوقت كانت الحكومة لديها النية لاحياء صناعة السيارات مما جدد الأمل في طرح الفكرة للنقاش واجريت تحقيقا بعنوان انتاج سيارة مصرية "حلم عزيز" وللأجيال التي لا تعرف د.جزارين هو أحد رواد صناعة السيارات بمصر وبدأ حياته العملية أستاذا بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية ثم استقال والتحق بالعمل في وزارة الصناعة وبعد صدور القرار الجمهوري عام 61 والذي بموجبه تم تأسيس شركة النصر لصناعة السيارات تم تعيينه مديرا للتخطيط حتي وصل لمنصب رئيس الشركة 16 عاما وحقق أرباحا وبلغ حجم الأعمال 300 مليون جنيه حيث جعل منها صرحا صناعيا ضخما يعمل به 12 ألف عامل حتي تركها عام .84
ولأننا لا نحافظ علي النجاح ولا نعمل علي التطوير لم تستمر الشركة في مسيرتها الانتاجية وتغيرت الصورة تماما منذ عام 97 وتكبدت الشركة الرابحة خسائر فادحة تأثرت فيها بالتحولات الاقتصادية التي مرت بالبلاد خلال العهود المختلفة دون ان تمتد إليها يد الانقاذ واستمر الأمر علي هذا المنوال حتي عام 2013 حتي قام المجلس القومي للانتاج بتشكيل لجنة لوضع استراتيجية لاحياء الصناعة وضمت مجموعة من رؤساء الشركات والخبراء منهم د.جزارين وانتهي التقرير الذي اعدته بقدرة مصر علي بناء قاعدة صناعية ضخمة لتلبية احتياجات السوق المحلي والتصدير لافريقيا والدول العربية بشرط وجود شراكة بين الدولة والقطاع الخاص وكبري الشركات العالمية حيث يوجد لدينا ما يقرب من 120 مصنعا قابلة للزيادة لـ 1000 مصنع حال تنفيذ المشروع بشرط أن يكون احياء الصناعة ضمن المشروعات القومية التي تتبناها الدولة حتي نستعيد مكانتنا علي الخريطة الصناعية العالمية نظرا لأن العمل يتطلب استثمارات ضخمة لتوفير مستلزمات الانتاج وأكد جميع الخبراء وقتها اننا في غضون ثلاث سنوات من الممكن ان نحقق حلم المصريين في تصنيع سيارة خاصة وان سياسة التجميع والتوسع فيها لا تمثل أي قيمة مضافة للاقتصاد القومي ومرت ثلاث سنوات ولم نتقدم خطوة واحدة نحو تغيير الواقع وتنفيذ الخطط التي تم وضعها.
تتغير الحكومات ويبقي الحال كما هو عليه والسؤال المطروح الآن هل نحن جادون بالفعل في احياء هذه الصناعة التي تفتح ابواب الأمل لخلق فرص عمل تساهم في استعادة ثقة المواطنين بأنفسهم وتصريحات مسئولي حكومتهم أم سيظل الانتاج حلما عزيزا؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف