مرفت مسعد
قصتي.. مع الجزيرة الخضراء!!
لم تغب صورتها عن عيني رغم مرور ما يقرب من 25 سنة علي زيارتي لها.. فهي من أكثر الأماكن التي تركت في نفسي أثرا طيبا بما حباها الله من موقع متميز حيث يلتقي فيها النهر بالبحر وبما أفاض علي أهلها من نقاء سريرة وتدافع نحو الخير.
كانت الساعة تقترب من الثانية عشرة من منتصف الليل حين وصلت إليها في نهاية جولة بعدد من قري ومدن كفرالشيخ.. قمت خلالها بتسليم مجموعة من الكراسي المتحركة للمعاقين المستحقين من أبناء المحافظة في اطار الجهود التي تقوم بها الجريدة بالتعاون مع أهل الخير للتخفيف عن المحتاجين والمرضي وذوي الاحتياجات الخاصة.
انها قرية الجزيرة الخضراء بمركز مطوبس بمحافظة كفرالشيخ التي سعدت كثيرا بزيارتي لها في أوائل فترة التسعينيات وبالتحديد أثناء حرب الخليج.. ورغم الوقت المتأخر إلا ان ليل الجزيرة كان مضيئا ولا تهدأ فيه الحركة فجموع الصيادين خرجوا لتوهم حاملين الشباك طلبا للرزق الحلال ورائحة اليود والأسماك لا تخطئ أنفك لتؤكد انك في منطقة غنية بالثروة السمكية بامتياز.
واتذكر في رحلتي للجزيرة الخضراء كيف استقبلني الشاب صاحب الكرسي المتحرك والدهشة تطل من عينه فهو لم يتوقع ان يحظي طلبه إلينا بكل هذا الاهتمام وان نقطع عشرات الكيلو مترات وصولا إليه. اتذكر حال بيته الريفي البسيط وجدران حجرته التي امتلأت بصور العندليب عبدالحليم حافظ مطربه المفضل الذي كان يعشق صوته ويحفظ أغانيه عن ظهر قلب!!
واليوم.. اليوم لا أملك سوي الدعاء إلي الله أن ينزل السكينة علي أهالي الجزيرة الذين أشاطرهم الأحزان في احبابهم الذين ذهبوا مع من ذهبوا في حادث غرق المركب المنكوب.. سائلة المولي عز وجل أن يتغمدهم بفيض رحمته وعظيم غفرانه.
"إدكو".. حاضرة
أثناء كتابتي للمقال وصلتني رسالة من القارئ "ابراهيم كونة" من مدينة ادكو بالبحيرة يقول فيها:
كثيرون لا يعلمون بحجم الجهود التطوعية الجبارة التي يقوم بها سكان مدينتي ادكو ورشيد في تأمين سواحل المنطقة ومنها محيط الجزيرة الخضراء القريب منهم وفي نجدة المستغثين.
يواصل: في اليوم التالي لحادث غرق هذا المركب هب أهالي ادكو لتتبع أي محاولة تسلل غير قانونية ونجحوا بالفعل في ضبط بعض المتسللين القادمين من مدينة برج العرب بالاسكندرية!!
وينهي" كونة" رسالته مناشدا المسئولين الاهتمام بالجزيرة الخضراء التي تعاني من فقر شديد في الخدمات لا يليق بموقعها المتميز وبما تتطلبه ظروف البحر من وجود مستشفي كامل التجهيزات وأطقم نجاه وسيارات اسعاف علي أهبة الحركة والاستعداد.