هل يكفي أن نتحدث عن المعاناة من ارتفاع الأسعار أو مشاكل الشباب أو تزايد البطالة أو الروتين والبيروقراطية؟
وهل يكفي أن نتحدث في كل مناسبة عن الطموحات والآمال في تحقيق الرفاهية والانطلاقة التي نريدها في كل المجالات لحل مشاكل الشارع دون أن نتكاتف سويا حكومة وشعبا لتحقيق ذلك؟!
هذه الاستفسارات طرحها العقل في أعقاب افتتاح مشروع بشائر الخير بالإسكندرية والرسائل التي وجهها الرئيس من خلال كلمته.. وكشفت اننا في حاجة إلي رجال في كل المواقع سواء مسئولين أو مواطنين للعمل بلا كلل ولا ملل في هذا الاتجاه.
مثلا.. ليس مقبولا ولا معقولا أن تظل اللامبالاة من بعض القائمين علي العمل وهم يرون الفساد الذي استشري في المحليات والمصالح الحكومية دون أن يتحركوا بإيجابية لملاحقته.. حتي يشعر المواطن بالأمن والأمان وأنه يحصل علي ما يريد من حقوق ومطالب دون لف أو دوران لتقديم الرشاوي للفاسدين!!
هذا مجرد نموذج لكي نؤكد للمواطن أن الدولة جادة لتحقيق التنمية المطلوبة لنا جميعا.. لأن هؤلاء الفاسدين يجعلون حياتنا جحيما لا يطاق بأفعالهم وأساليبهم الملتوية!!
الرئيس السيسي وجه رسائل عديدة في هذا الاتجاه مفروض من الحكومة المسئولة أن تضعها في الحسبان وتعمل علي تحقيقها بأسرع ما يمكن علي أرض الواقع.
الرئيس شدد علي أهمية التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية التي مازالت جريمتها الأخيرة تدمي قلوب المصريين جميعا بكل قوة من جانب الدولة أو المجتمع موضحا أن تأمين الحدود البرية والبحرية الممتدة لمصر يتطلب جهدا كبيرا.. ويتطلب ضرورة اضطلاع المجتمع بدوره حتي يتم تفادي وقوع هذه الحوادث مستقبلا.
أشار الرئيس إلي أهمية تركيز المسئولين بمختلف المواقع علي تذليل العقبات والتغلب علي المصاعب القائمة.. وأن يتم تبني حلول غير تقليدية حتي يمكن انجاز المشروعات الجاري تنفيذها في أقصر فترة زمنية ممكنة.
دعا الشباب إلي ضرورة البحث الجاد عن فرص العمل داخل مصر والاستفادة من الجهد الكبير الذي تقوم به الدولة لتنفيذ العديد من المشروعات التنموية.
أكد الرئيس حرصه علي تبسيط الإجراءات الإدارية المطلوبة لتنفيذ المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر.. مشيرا إلي أن المسار الطبيعي للإجراءات الحالية غير صالح لتحقيق الانجازات التي تحتاجها مصر.
هذه الرسائل مجتمعة إلي جانب غيرها من الأخبار التي اطلقها الرئيس عن افتتاح اكبر مشروع للاستزراع السمكي بكفر الشيخ خلال شهرين.. وطرح نصف مليون فدان للمزارعين والمستثمرين هذا الشهر.. وتوصيل الصرف الصحي إلي نصف قري مصر عام 2018 وإقامة مائة ألف صوبة زراعية خلال عام ونصف العام لمضاعفة الانتاج.. وإقامة مزرعة حيوانية عملاقة تضم أكثر من مليون رأس ماشية.
أقول كل هذه القضايا والموضوعات والرسائل التي وجهها الرئيس.. هل تعطيها الحكومة آذانا صاغية وتعمل بحق وصدق وتتفاعل معه حتي نجني الثمار معا؟
بمعني أن يكون لدينا برنامج متكامل للحديث عن المشروعات التي يجري تنفيذها.. والعمالة التي نحتاج إليها.. وحجم الانتاج المتوقع منها.. والعقبات المرتقبة وكيف نواجهها؟
لو فعلنا ذلك وبحرفية شديدة نكون قد اتجهنا الاتجاه الصحيح لاشراك المواطن معنا من منطلق الشفافية وعدم اخفاء أي شيء عنه.
والأمر علي هذ النحو يتطلب أن يكون لدينا برنامج لربط التعليم بسوق العمل حتي لا نستمر في تخريج دفعات من الكليات العملية والنظرية والمعاهد الفنية والمدارس المتوسطة لا نحتاج إليها وليست مدربه أو لم يتم إعدادها بالشكل المناسب لكي تنخرط في مجال الانتاج.
اننا نحتاج إلي الانطلاق بكافة امكاناتنا للانتاج الصناعي والزراعي والاستفادة بالطاقات البشرية الموجودة لدينا حتي لا نظل نعاني من البطالة والهجرة غير الشرعية.. وأن تكون رسائل السيسي في هذا الاطار دستور عمل للحكومة.. فهل نفعل؟!
أتمني