لا أستطيع تصديق أن إسقاط الكونجرس الأمريكي بغرفتيه "الشيوخ والنواب" لفيتو الرئيس الأمريكي أوباما لمنع صدور قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" فيما يخص أحداث سبتمبر 2011 لم يكن بعلم ومباركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما شخصياً. ولا بدعم المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون التي تمثل أحد أهم أسباب ما تعيشه دول الشرق الأوسط من إرهاب وعدم استقرار.
لا يمكن أن يقدم أعضاء الحزب الديمقراطي الأمريكي التابع له الرئيس أوباما علي اتخاذ أي إجراء دون أن يكون هناك تنسيق مسبق بينهم وبين الرئيس الحالي وبينهم وبين المرشحة بقوة عن الحزب نفسه لمنصب الرئاسة هيلاري كلينتون ويؤكد هذا الرأي ان الموافقة علي إسقاط فيتو تمت بأغلبية ساحقة وصلت إلي 97 من 98 في مجلس الشيوخ وبأغلبية 348 مقابل 76 عضواً بمجلس النواب.
المملكة السعودية حتي كتابة هذه السطور لم تعلن موقفها الرسمي مما حدث رغم صدور تصريحات من أحد المصادر التي قيل إنها تابعة للخارجية السعودية تؤكد ان المملكة تحذر الولايات المتحدة من عواقب وخيمة لهذا القرار.
سبق ان هددت المملكة السعودية ـ التي أكدت براءتها من أي اتهام متعلق بأحداث سبتمبر ـ بسحب استثماراتها من جميع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تصل إلي 750 مليار دولار تقريباً إذا تم إقرار هذا القانون ووقتها أكد خبراء اقتصاديون ان المملكة إذا فعلت لكان كفيلاً بانهيار سوق العقارات الأمريكي وهدد البورصة الأمريكية في مقتل.
صدر أكثر من تصريح للمتحدث باسم البيت الأبيض يحاول تهدئة السعودية أو إرسال رسائل تطمين لحكام السعودية أو الدول العربية الأخري ومن بينها مصر التي سيكون عليها الدور مباشرة بعد المملكة السعودية ثم الإمارات العربية المتحدة ومن بعدها ما تريد أمريكا توريطه وابتزازه.
المتحدث باسم البيت الأبيض أكد ان إسقاط فيتو أوباما هو الأول في عهد أوباما وقال أيضاً إن الإدارة الأمريكية ستبحث مع المشرعين الأمريكيين التخفيف من وطأة هذا القانون علي السعودية والدول التي سيطولها هذا القانون.
المطلوب الآن من الدول العربية والإسلامية التوحد والوقوف يداً واحدة ضد هذا الإرهاب الأمريكي الجديد. وقد بدأ ذلك بصدور بيانات من كل من مصر والبحرين والإمارات ودول أخري تؤكد ان الأمور ستكون علي غير ما يرام في علاقة الولايات المتحدة بهذه الدول.
انتظر وينتظر معي كل محبي المملكة السعودية إظهار المملكة ومعها الأشقاء العرب العين الحمراء في وجه هذا العبث والإرهاب الأمريكي الجديد. وإلا فلتنتظر كل دولة دورها في الابتزاز الذي ستنال به واشنطن ما تريد ووقتها لن ينفع الندم.
الآن.. المملكة ومعها كل الأشقاء العرب في اختبار حياة أو موت. وتنتظر نتيجته بشغف المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون لتحدد سياستها في التعامل مع العرب عندما تكون الرئيسة الأمريكية عما قريب.
كروت الضغط يجب ان تظهر اليوم وبقوة لأنها إذا تأخرت للغد فربما تكون الأوضاع غير الأوضاع. وأغلب الظن ان المملكة السعودية تبحث الآن الرد المناسب الذي أعتقد انه سيكون مزلزلاً للإدارة الأمريكية وكل من صوت بالموافقة علي هذا القانون.