عزيزى نيوتن

قلت فى مقالك يوم الخميس الماضى الذى جاء تحت عنوان: «مقال أثار ضجة»، نقلا عن د. جلال أمين، وهو أستاذ اقتصاد فى الجامعة الأمريكية، إن مقالة أحمد عز تبعث على التفاؤل. وأضفت نصاً أن «هذا الكلام استوقفنى لأن د. جلال أمين من أهل الخبرة والمعرفة العميقة بالاقتصاد ومفرداته، مثل النمو والعجز والتضخم، وآثار الدَّيْن الخارجى والداخلى وما شابه ذلك. أما أنا فعلاقتى بالاقتصاد هى بالعموميات. فلست متخصصاً متبحراً. لكننى أدرك أهمية توفير مناخ جاذب للاستثمار والمستثمرين. أدرك ضرورة العمل على صياغة العلاقة بين الدولة والمستثمر. المحلى بالدرجة الأولى قبل المستثمر الذى يأتى إلينا من الخارج.. أدرك أهمية أن نجعل من كل مستثمر محلى سفيراً لبلاده. متصلاً بعالم المال والأعمال فى الخارج».

وهذا كلام محترم يستحق المناقشة إذا أردنا مستقبلاً لهذا البلد، وأطرح هنا تساؤلاً محدداً، كيف نطلب أن نتقدم ونحن نعامل المستثمر المحلى بالطريقة التى نراها كل يوم. هذه المعاملة التى تنم عن عدم إدراك بما يدور حولنا فى العالم. الحكومات المتعاقبة عندنا تنظر لكل رجل أعمال على أنه لص. تحاول أن تصور ذلك للناس، على الرغم من أن الحكومة أول من يعلم مدى الصعوبات التى تواجه أى مستثمر حتى يبنى شركة أو مصنعا أو يستصلح أرضاً أو يصدر للخارج.

أنا لا أطالب بعمل تمثال لكل رجل أعمال ناجح أو حقق شيئاً لهذا البلد، أنا أطلب فقط الإنصاف. فليس هناك أكثر من أن تشعر بالغبن والإنكار فى بلدك. هذا أمر مؤلم للغاية.

لقد تابعت ما نُشر على صفحات التواصل الاجتماعى بعد المقال الذى نشره المهندس أحمد عز، وبالمناسبة هو مقال دسم للغاية، ويتسم بالموضوعية وبحسابات رجل اقتصادى يفهم جيداً ما يقول ومطلع على ما يدور فى العالم. لقد شعرت بالصدمة من تعليقات البعض لأن أحمد عز كتب رأياً فى الاقتصاد أو بالمعنى الأصح قدم روشتة اقتصادية، إذن نحن نعاقب من يحاول من بيننا أن يقدم لنا حلولاً لمشكلاتنا، ونكافئ من يخلق المشكلة، وهذه هى المشكلة الأكبر. نعاقب الناجح، وربما نحاكمه، ونكرم الفاشل، وربما نصنع له تمثالاً.

أنا لا أقول إن ما قدمه المهندس عز من أفكار يجب تنفيذه، لكن على الأقل تجب مناقشته بجدية كافية.

عبدالحميد السيد

صاحب شركة خاصة