نعم.. آفاق للأمل والخير وغد أكثر رحمة وعدالة ينتظر المصريين بمشيئة الله ـ أقولها لكل من يسألنى عن رؤيتى للمستقبل وإلا فماذا تعنى الأسمرات وغيط العنب ووصول البنية الأساسية لآلاف القرى وأحياء مثلث الصعيد الذهبى وقراه ومدنه الأكثر ألما، والحرب التى تشنها الأجهزة الرقابية على شبكات فساد متجذرة فى مؤسسات الدولة وعلى رأسها المحليات، إحياء ثروات وامكانات المدن الساحلية التى تفيض بفرص الحياة والثروات الطبيعية كجزء أساسى من مقاومة مافيا الهجرة والاتجار بالبشر ـ إنه فقط بعض ما تستدعيه الذاكرة من مشروعات ضخمة تستهدف أولا البشر ويجب أن تتكامل بثورة علمية عاجلة فى التعليم وفى الصحة وبإجراءات عملية تطمئن المصريين إلى خطط وخطوات جادة لإرساء قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون واحترام الحريات وكل ما خرج من أجله المصريون فى 25/11 و30/6 وأن تدرك المؤسسات التنفيذية والتشريعية ضرورة تأكيد وتسارع وصول ثمار هذه المشروعات إلى الملايين الأكثر استحقاقا لها وأن تملك هذه المؤسسات شجاعة الاعتراف والتصحيح لكثير من أخطائها وخطاياها وتقصيرها بدلا من محاولات التنصل من المسئولية وكما شاهدنا فى مأساة مركب رشيد التى راح ضحيتها 202 روح حتى كتابة هذه السطور ـ ومابدا مدهشا وغريبا أن تبدو وقائع الجريمة وكأنها تحدث تحت طاقية الإخفاء أو فى أعماق البحر وليست مكشوفة وعلنية لجميع الأعين الشريكة وغير الشريكة!! لا أعرف كيف يظل مسئول ـ الكبير قبل الصغير ـ فى منصبه إذا حدث فى نطاق مسئوليته واقعة كان يمكن رصدها وعلاجها قبل وقوعها!!
> لا أريد أن أطيل فى مناطق ألم لأتزود من طاقة الفخر والاعتزاز التى تعطيها لى دائما تجدد ذكرى انتصارات حرب أكتوبر والفريضة الإيمانية والوطنية بتوجيه التحية لخير أجناد الأرض ابتداء من أصغر مجند إلى أكبر مقاتل.. ومن استشهد منهم ومن مازالوا بيننا متعهم الله بالصحة والعافية وأحيى برامج إذاعية تحتفى بالذكري، واحد منها من أجمل برامج «راديو مصر» وإذاعية رائعة من بين أسرة تمتلئ بالمبدعين ـ أ. هدى عبدالعزيز فى الحلقات المتواصلة التى قدمتها فى برنامجها «كلام معقول» عن حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر من خلال أبطال شاركوا وأدعو الشئون المعنوية بقواتنا المسلحة بالتعاون مع نجومنا الكبار فى جميع حلقات الابداع ـ الاخراج ـ الموسيقى لإنتاج أفلام وثائقية تجمع بين الحكى الدرامى للبطولات والتوثيق التسجيلى بمشاركة أبطال الحرب من الأصغر للأكبر ـ
> وفى مكتبتى أعود إلى مجموعة من أهم الكتب التى كتبت عن حرب أكتوبر ـ وتقدم مادة خصبة موثقة لدراما عظيمة نحتاج إليها فى إعادة توثيق الأجيال الصغيرة والشابة بلحظاتها المجيدة وتاريخ انتصاراتها وبما يعادل ويخفف كثيرا من الاستلاب السياسى والوطنى والثقافى وتضليل الوعى الحضارى والتاريخى الذى يراد بها ـ من أهم الكتب وحيث تحيا دراما كاملة لوقائع الحرب والنصر بين ضفتى العدد 550 من كتاب الهلال بقلم واحد من كبار أعلام ومفكرى وكتاب الصحافة المصرية أ.أحمد بهاء الدين ـ وتحطمت الأسطورة عند الظهر ـ قصة حرب أكتوبر 1973، وكما كتب فى مقدمته أ.مصطفى نبيل أنه صدر فى مناسبتين ـ الذكرى الثالثة والعشرون للحرب وذكرى الأربعين لرحيل أ.أحمد بهاء الدين ـ المدهش أو من دلائل عبقرية الكاتب الكبير أنه أنجز وثيقته التاريخية الرائعة بعد حرب أكتوبر خلال عشرة أيام ـ رغم حشد وثراء فى المعلومات والتحليل السياسى والعسكرى والإبحار العميق فى التاريخ ـ تاريخ العدو والتآمر الصهيونى فى فلسطين وسيناء وحرب 1956 ومؤامرة 1967 ـ والدعم الأمريكى وترسانة أسلحتها ووهم أسطورة إسرائيل التى لا تهزم وحرب الاستنزاف وجميع المقدمات التى سبقت النصر العظيم 1973 ووصولا إلى اللحظة العبقرية ـ الثانية تماما من ظهر السبت 6 أكتوبر بعد تحديد اعتبارات مهمة أشار إليها الفريق أول أحمد اسماعيل فى حديث مع الأستاذ هيكل نشره الأهرام 18 نوفمبر 1973 « لقد كان تحديد يوم «ى» عمليا علميا على مستوى رفيع وحين تطرح وثائقنا كلها للدراسة التاريخية فإن هذا العمل سوف يأخذ حقه من التقدير ويدخل التاريخ العلمى للحروب كنموذج من نماذج الدقة المتناهية والبحث الأمين كل انواع الدراسات سبقت الحرب ـ على سبيل المثال كما يقول الفريق أول أحمد اسماعيل فى نفس الحديث ـ كنا نريد ليلة مقمرة يتصاعد فيها القمر معنا فى الساعات الحاسمة ـ ليلة يكون تيار القناة فيها مناسبا للعبور من ناحية السرعة ـ ليلة يكون عملنا فيها بعيدا عن توقعات العدو ـ ليلة لا يكون فيها العدو نفسه مستعدا للعمل ـ الحسابات الفلكية أعطتنا فى يوم 6 أكتوبر قمرا ينمو فى أول الليل ثم يغيب فى آخره وعلماؤنا فى القوات المسلحة درسوا تقارير هيئة قناة السويس لسنوات طويلة سبقت ليحسبوا سرعة التيارات فى كل يوم من أيام السنة وكان يوم 6 أكتوبر اكثرها مناسبةـ العدو لا يتوقع منا العمل فى شهرر رمضان وكان شهر رمضان أوحى لنا باختيار الاسم الرمزى لعملية الهجوم وكان «بدر» تيمنا بغزوة بدر
وأذكر ما حكاه واحد من ضباطنا الأبطال الذين قادوا القتال فى ساعاته الأولى» الدفعات الأولى التى عبرت القناة كانت أول ما فعلته أن ترفع أعلامها فوق التلال وواصلت الزحف لتصل الى نقاط جديدة ترفع فوقها أعلاما جديدة ـ لا احساس واحد بالخطر الذى يحيطهم كأنهم لا يعرفون الا شيئا واحدا من أن يستعيدوا ارضهم وترابهم المقدس.. كانوا يرتمون بأجسادهم على الاسلاك الشائكة والالغام ليعبر زملاؤهم بسرعة وكان هناك من يسدون بأجسادهم فوهات خط بارليف ليتمكن زملاؤهم من الاقتراب والاقتحام ـ السلاح لم يكن سرا ولكن المقاتل والروح القتالية والاسلوب القتالى والبسالة هى التى كانت المفاجأة.. وفى السطور الاخيرة التى ينتهى بها الكتاب قول أ.أحمد بهاء الدين وكان 6 أكتوبر امتحانا مجيدا عرفنا ـ منه وعرف العالم أننا نستطيع أن نهزم الهزيمة.. لا أن نرفضها فقط ونبقى ساكنين ـ وعرفنا وعرف العالم أننا وقد هزمنا الهزيمة. نستطيع أن ننتصر..ليس فى ساحة القتال ضد عدو عنصرى توسعى فقط ولكن أن ننتصر فى كل ساحات التحديات التى يطرحها العصر الحديث على العالم العربى بكامله..
{ هل كان أ،أحمد بهاء الدين يرى بعيون البصيرة لحظتنا ولحظة الأمة الراهنة؟!! وهل يبدو مدهشا المخططات الشيطانية والإجرامية للدفع بكل عوامل التشكيك فى الجيش الذى استذلهم وأفشل مخططاتهم ولإخلاء الأمة ـ وفى القلب منها مصر من قدرتنا على التحدى وهزيمة الهزيمة التى أرادوا أن يفرضوها بمخططات العنف الخلاق والعصابات والجماعات الإرهابية وشق الصفوف ونشر الشكوك والفتن.. أثق أن أبناء وأحفاد صناع النصر فى جميع جبهات الحياة والقتال لن يسمحوا.