الأهرام
ايناس نور
الضبعة والسياحة الروسية
العلاقات الدولية لا تعرف العواطف، بل الغلبة للمصالح . حين أتابع حركة الاتصالات بين مصر وموسكو بشأن عدد من القضايا كاستئناف السياحة والطيران الروسى أرى أن من حق روسيا أن تتوافر لها ضمانات تحفظ لها مصالحها وحقوقها .كذلك من حق مصر أن تحفظ حقوقها وتصون سلامتها . لذلك لا أفهم سبب التردد الروسى فى اتخاذ قرار عودة السياحة والطيران رغم كل الوفود التى جاءت وذهبت وتحققت من سلامة الاجراءات وتشوق السائحين الروس للعودة لمصر التى طرحت فكرة تخصيص صالة للأفواج الروسية،ولا أرى حكمة من تمييز الروس عن غيرهم من السائحين، فالجميع يجب أن يحظى بالاهتمام والرعاية نفسها. وتتأرجح تصريحات المسئولين الروس بين الإقبال والإدبارعن قرار واضح قاطع . وتوحى ردود فعل موسكو بأن فى الأمر شيئا لا نفهمه. وتزامن مع تباطؤ القرار الروسى زيارة قام بها لمصر وفد هيئة الطاقة الذرية «روس أتوم» التى تبحث تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية . أميل للربط بين الأمرين أى أن عودة السياحة والطيران الروسى لمصر ليس مرهونا بسلامة إجراءات التأمين بل مرجعه ممارسة ضغط على مصر لإتمام الاتفاق النووى. وهنا علينا أن نتمهل ونمعن التفكير ،فلم نعد نرحب بأى ضغوط ،وعلينا أن نبحث أولا عن مصلحتنا وأماننا قبل الإقدام على هذه الخطوة. أنتمى للمعارضين لخيار استخدام الطاقة النووية لانتاج الطاقة بينما تتوافر لنا مصادر بديلة آمنة ونظيفة :الشمس والرياح ،خاصة فى ضوء التخلى التدريجى لدول متقدمة عنها ، إلى جانب التكلفة الباهظة للتخلص الآمن من نفاياتها ، وتأمين توافر وقودها. مازال الأمر بيدنا ولنُعِد التفكير فى مصلحتنا وسلامتنا أولا ،فمصر غنية بثرواتها بدلا من الاعتماد على مصادر محدودة للدخل كسياحة روسية مرهونة باتفاق نووى مثلا.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف