الجمهورية
مؤمن ماجد
المطلقـــــة
في قضية الطلاق اعترف اننا مجتمع ذكوري.. تحكمنا عقائد الجاهلية.. ننحاز لادم ونعتبره ضحية.. ونهدر حقوق حواء ونجعلها خطيئة.. وربما كان ذلك بسبب الهجوم الشرس علي اقتراح د. أمنة نصير بأن تحصل المطلقة علي نسبة من ثروة طليقها تعادل عدد سنوات الزواج.
مصر من اعلي دول العالم في نسب الطلاق.. بل انها في العام الماضي احتلت المركز الاول عالميا.. لدينا حالة طلاق كل 6 دقائق.. لدينا 172 الف حالة طلاق في العام الماضي وحده.. لدينا 5.4 مليون مطلقة من بينهن 14% لم يستمر الزواج اكثر من عام واحد و36% حدث الطلاق في العام الثاني أي ان 50% من المطلقات ضاعت حياتهن في اقل من 24 شهرا.
اقول ضاعت حياتهن لاننا ننظر الي المطلقة علي انها وصمة عار.. افكارها عورة.. رغباتها نزق.. احلامها نشوز.. مطالبها مرفوضة.. وجودها غير مرغوب فيه حتي اقرب صديقاتها يهربن منها وكأنها فضيحة.
تتحول المطلقة الي كائن منبوذ.. الشكوك تحوم حول اي تصرف منها.. الشائعات تطاردها.. الالسنة تلوك سمعتها وحياتها الخاصة قبل الطلاق وبعده.. الذئاب الجائعة تري انها فريسة سهلة.. الاهل ينتظرون يوم الخلاص منها.
المطلقة دون ان تنجب تكون اسعد حالا من التي رزقت باطفال.. لان الام - اي أم - محكوم عليها بأن تضحي بحياتها من أجل اطفالها.. ولذلك فان نسبة 14% من الامهات المطلقات هن اللاتي يعشن حياتهن من جديد وغالبا من يكون ذلك علي حساب اطفالهن.
المطلقة التي لديها اطفال تموت مرتين.. الاولي لانها ليس لديها الا بصيص أمل في حياة جديدة.. والمرة الثانية انها تبدأ رحلة العذاب بحثا عن النفقة من اجل اعالة اطفالها وتربيتهم وتعليمهم.
المحاكم مكتظة بقضايا النفقة وفي 72% من القضايا لا تتمكن المطلقة من الحصول علي حقها لتحايل الزوج وبطء الاجراءات وتراخي يد العدالة.
الثروة التي كونها الرجل خلال سنوات الزواج ليست جهده وحده وانما هي حصيلة جهد مشترك فاذا وصل الامر الي حد الطلاق اعتقد انه من حق المرأة ان تحصل علي نصف ثروة الرجل خلال سنوات الزواج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف