الجمهورية
محمد المنايلى
المرار .. والقرار
الحكمة التي وهبها الله لنا تؤكد أننا جميعا سنرحل عن دنيانا ولكن منا ستخلد ذكراه وآخرون ينسفهم الزمن ليصبحوا ذكري غير مأسوف عليهم وهولاء من تبرأت منهم ضمائرهم بسبب انجذاب براثنهم للمال الحرام حتي ولو علي حساب أعز مايملكون وهم أولادهم الذين يتناولون منتجات أبائهم أصحاب أشهرمحلات المأكولات التي تقدم الوجبات الساخنة مطعمة بالزيت ¢البشع المحروق¢ المستخدم من قبل شركات منتجة للمواد الغذائية.
ان هول وخضم المكسب أعمي هؤلاء عن المال الحلال واتجهت بصائرهم نحو ¢ذبح¢ أجيال عن طريق اهلاك صحتهم بالزيت الذي يشتروه بأبخس الاثمان من شركات استخدمته مرارا في تجهيز منتجاتها المعبأة لتقدمها هي الاخري وجبة لاطفالنا مضاف اليها مواد حافظة تسبب أمراضا قاسية ونفس الشركة تنتج نفس المنتج وبدون مواد حافظة وتطرحهما بالسوق بأسعار مختلفة .. هذه التصرفات الشيطانية تتم في غياب تام لموظفي الرقابة الصحية والتموينية.. وبعد كل هذا نتسائل عن ارتفاع نسبة الاورام السرطانية بين الشباب والاطفال.
كما ان ضمير الدور الملائكي لوزارة الصحة تخلي أيضا عن ¢الغلابة¢ المتناولين للعلاج علي نفقتي الدولة والتأمين الصحي فالادوية التي يصرفونها لاتعالج المريض بل تؤهله لمرحلة الاندثار.. فمثلا الانسولين الذي يستخدمه مرضي ¢السكر¢ يباع بالصيدليات بأكثر من عشرين جنيها بينما يتم توريده بنظام المناقصة بحفنة جنيهات هزيلة.. وقياسا علي كل الادوية حدث ولاحرج.. واسألوا وزارة الصحة عن مادة ¢الفلر¢ التي يتم ملء كبسولات دواء ¢الغلابة¢ بها لايهامهم بأن العلاج صحي.. انها تجارة مع الحرام وليست مع الله ولا الوطن.
وأظن أنه بنفس المنطق انتحرت ضمائر ¢حيتان¢ السكر الذين رفعوا سعره لثمانية جنيهات في عملية لايطلق عليها الا أنها ¢ارهابية¢ نفذوها باتفاق شيطاني لبيع السكر البرازيلي الذي اشتروه بسعر 6 جنيهات ليحصل عليه المستهلك بالسعر الذي ذكرناه.
فيا أيها الضمير اللذي تشوهت معالمه.. لا تحزن فإن الله مع مصر مادامت المؤسسة العسكرية الملاذ الآمن للوطن والمواطن ومآثرها متعددة منها علي سبيل المثال رفضها لمذبحة الشعب بسكين ¢الاحتكار ورجاله¢ الذين رفعوا سعر لبن الاطفال لستين جنيها للعلبة الواحدة حيث قامت علي الفور باستيراد هذه الالبان ليصل سعر العبوة للمواطن المصري إلي 30 جنيهاً.
فلا بد أن ندرك جيدا أن الذكري الخالدة والصدقة الجارية سيظلان عنوان كل من يقدم كل غال ونفيس لمصر.. ومن يتنازل عن دنياه وأخرته فمرارة الخزي والعار دار له وبئس القرار.
رسالة الي :
مصنع الرجال ¢القوات المسلحة الباسلة¢ أقول لهم ان كلمات المديح لا تساوي ورزانة العبارات لاتوازي والكلمات المتراصة لا تعادل فما قدمتموه لمصر ياحراس الوطن يجعلنا نرفع أكف الدعاء سائلين الله أن يحفظكم ويرعاكم ويجعل نصر أكتوبر المجيد دائما مصدر عيد سعيد علي مصر والعرب .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف