عبد الرحمن فهمى
"محلك سر" منذ ثلاثة أرباع قرون!!!
كل مشاكلنا من السهل جداً حلها.. بشرط وجود حكومة غير تقليدية.. الدنيا كلها تغير حولنا وتقدمت واخترعت.. واستوردت القليل وصدرت الكثير.. وارتفعت قيمة عملتها.. وزاد دخلها وانخفضت أسعارها.. وعاد كل ذلك بالرخاء علي الشعب والناس.. ليس عندهم 34 وزيراً ووزيرة وبها 600 برلماني.. ولا سفريات يومية.
قالها المرحوم أحمد زويل "نحن نستطيع"WE CAN قالها عشرات المرات.. بشرط الإصلاح.. في اجتماعات مجلس الوزراء.. هل هناك وقت يسمح بأن يتكلم 34 وزيراًَ ووزيرة ولو لدقائق معدودة؟؟... بعد افتتاح رئيس المجلس الجلسة بكلمة عن آخر الأخبار وما هو المطلوب مناقشته الآن.. مثلاً مثلاً.. هل هناك وقت حتي لو استمر المجلس في جلسته حتي منتصف الليل لكي يصدر قرارات مدروسة موافق عليها من كل الوزراء لعدم تضارب هذه القرارات مع قرارات وزارية أخري سابقة؟؟!!....
أي شركة كبري أو غير كبري.. مصرية أو أجنبية أو مختلطة... ممكن أن تقوم بعمل أي من هذه الوزارات خير منها مليون مرة.. عدا وزارات السيادة الستة: الخارجية والداخلية والدفاع والمالية والتعليم والعدل.. الشركات ستؤدي خير خدمة أو انتاج بأرخص الأسعار وتوفر علي الدولة ثلثي الميزانية التي تذهب مرتبات وما حولها.. في نفس الوقت ستحتاج الشركات لعدد من الموظفين أكثر من موظفي الحكومة فلن تكون هناك بطالة.. وفي نفس الوقت أيضاً ستتجه الدولة بثلثي الميزانية إلي اقامة المشروعات الكبري وزيادة رفاهية الشعب ورفع مستوي المعيشة..
¼ ¼ ¼
عرض هذه الفكرة علي باشا ماهر علي مجلس قيادة الثورة في أول اجتماع له برئاسة محمد نجيب في يوليو ..1952 ودارت مناقشات حولها.. قال أحدهم ان الشركات سترفع الأسعار.. وكان رد علي ماهر ان كل الخيوط في يد الحكومة.. مثلاً شركة السكك الحديدية رفعت سعر التذكرة.. الحكومة لن توافق وفي نفس الوقت ستقوم بتعويض الشركة في بند الضرائب وبند الجمارك ومنح أراض بالمجان... مثلاً... مثلاً... وهكذا... الشركة ستكسب أكثر من رفع ثمن التذكرة وتحقق كل ما تريده دون أن تدفع شيئاً من رصيدها.. في نفس الوقت يستفيد الشعب من خدمة أكثر من ممتازة!!! طالت الجلسة... لكثرة المناقشات.. ولكن في النهاية لم توافق أغلبية المجلس علي الفكرة...
¼ ¼ ¼
ــــ لماذا أكتب هذا الكلام اليوم؟؟
ــــ لكي نفكر في التغيير.. لكي نخرج من "الزنقة الحالية"... لكي يتغير تفكيرنا وأسلوب عملنا ونشعر باننا قمنا بثورتين لا ثورة واحدة.. عام 1952 كان خير ربنا كثيراً وكانت الوزارات قليلة لا تزيد علي عشر وزارات ولم نكن في حاجة ربما لأي تغيير.. نحن الآن في أشد الحاجة لتغيير جذري كامل... وهذه إحدي الأفكار والآراء التي تحتاج لمناقشة ودراسة... أين لجان المستشارين والمعاونين؟؟؟.. لن نستمر محلك سر ثلاثة أرباع قرن.. تعالوا نفكر وندرس ونجرب... ما رأيكم؟؟