المساء
عياد بركات
مصر تغازل "الراشد"!
عن صحيفة الشرق الأوسط نقلت صحيفة المصري اليوم يوم الخميس الماضي "29/9" مقالاً للأستاذ عبدالرحمن راشد عنوانه "غزل مصري مع نظام دمشق" قرأت المقال فلم أجد في المنن عما يعبر عما جاء في العنوان.. العنوان عبارته واضحة وربما تكون معبرة عما يدور في ذهن كاتبه وكثير من القراء يكتفون بقراءة العنوان علي أساس ان الخطاب يقرأ من عنوانه.. وكذلك المقال وتعليقي الأول علي المقال ان مصر لم ولن تغازل نظام دمشق.. فمصر لا تغازل أنظمة ولا تنكفئ علي نفسها أبدا والراشد معذور في تصوره لأسباب لا داعي لذكرها الآن هو يعرفها ونحن أيضاً!!
ولكن لماذا لا تغازل القاهرة نظام دمشق؟! الإجابة تستند لأسباب منها ان العلاقة بين القاهرة ودمشق.. الشعب لا النظام هي علاقة ذات طبيعة خاصة لا يستطيع استيعابها وفهمها سوي طرفيها أي مصر وسوريا كما ان العلاقة أيضاً بين مصر والسعودية هي علاقة ذات طبيعة خاصة أيضاً قد لا يفهمها الشوام بقدر ما يفهمها طرفاها المصريون والسعوديون.
سبب آخر أيضاً ان مصر حين غزاها أعداؤها عبر العصور وإذا غزوها مستقبلاً ـ لا قدر الله ـ فإن الغزو جاء من جهة سوريا ولم يأت من جهة السعودية ـ لذلك فإن مصر ومنذ عصور الفراعنة تهتم اهتماما خاصا بسوريا وبتأمين حدودها من جهة الشرق ولا ينسي المصريون ان الاحتلال التركي لمصر ولباقي العالم العربي إنما أتي بعد هزيمة السلطان قنصوه الغوري في "مرج دابق" بحلب بعد خيانة والي حلب من قبل الغوري.. فاير بك والذي أطلق عليه المصريون "خاين بك" وآه من حلب هذه إذا ما كان للتاريخ أن يعيد نفسه ونحن في غفلة منه بعد أن تسببت معركة مرج وابعد تلك في تأخر العرب عن ركب الحضارة العالمية لمدة 3 قرون وأكثر!!
يقول الراشد ان مصر اختارت مبكرا أن تبتعد عن الأزمة السورية منذ بداياتها قبل 5 سنوات لأنها مشغولة بثورتها وتداعياتها الداخلية ولأنها لا تتفق مع سياسة حلفائها في سوريا والسؤال نوجهه للراشد: من هم حلفاء مصر في سوريا؟! ليس لمصر حليف ولا حلفاء في سوريا إلا الشعب السوري الذي رحبت مصر بمن هاجر منه إليها.. هل يظن "الراشد" مثلاً أن تكون مصر حليفاً مثلاً لجبهة النصرة أو لمن غيروا اسمهم إلي "أحرار الشام"؟! أو لداعش؟!
مصر ليست حليفاً لأي من هؤلاء.. مصر حليف للشعب السوري ليس إلا بدون غزل أو خلافه!
أخيراً فإن المشكلة ليست في ان مصر تغازل سوريا أم لا؟ المشكلة في ان أطراف عروبتها واضحة كالشمس انساقت بجهل أو عن بصيرة لتنفيذ أجندة معادية للعرب ولحقهم في التنمية والتحرر هذه الأجندة التي انساق هؤلاء لها لا تريد بالعرب خيراً.. وتريد إعادة الاستعمار القديم وان كان بصورة أخري.. لقد ابتلعوا طعم السنة والشيعة والمسألة ليست كذلك.. المسألة هي وجود العرب من عدمه وليست من يغازل من؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف