الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
برافو مدينة الإنتاج الإعلامي
من حق أي مسئول أن ينشر رداً أو توضيحاً أو وجهة نظر لما سبق نشره في نفس الجريدة.. ولكن حينما يكون هذا المسئول هو ابن شقيق أحد أعمدة هذه الدار سنوات طويلة جداً.. المرحوم ناصف سليم أحد كبار نقاد الرياضة في مصر.. يكون الوضع مختلفاً.. خاصة أن هذا المسئول ايضا مشهود له بالصراحة والشفافية والعمل الدؤوب مثل خالد ناصف الذي فقدناه في شبابه!! هذا المسئول هو النائب أسامة هيكل.. الذي يجب أن نفسح له المكان!!
بعد هذه المقدمة..
كنت قد كتبت هنا عن ديون مدينة الإنتاج الإعلامي التي قيل لي إنها ديون كثيرة من الصعب حصرها.. وتعجبت من هذا القول.. كل المدن المماثلة في كل دول العالم مصدر إيراد لخزانة الدولة لا عالة عليها.. التليفزيون عموماً في العالم كله أحد ممولي الدولة.. وعندما كنا نقيم مهرجان الإذاعة والتليفزيون في المدينة كنا احياناً في فترة راحة نطوف بالسيارة - نعم بالسيارة - في أرجاء المدينة الشاسعة التي تضم كل ما يطلبه الإنتاج الدرامي وايضا هناك ملاه وغيرها.. مدينة متكاملة فعلاً.. حتي الفندق موجود.
سبق أن رأيت في الثمانينات مدينة الإنتاج الإعلامي الفرنسية علي بعد أربعين كيلو متراً من وسط باريس وهي مسافة ليست بعيدة بسبب الكوبري العلوي الدائري.. وفي مقارنة سريعة مدينتنا أكبر وأشمل وأجمل.. مليئة بالحدائق المعني بها للغاية والبحيرات وغيرها.. مدينتنا ممكن أن نفخر بها.. عدد الاستديوهات خرافي وبالإيجار لا التمليك والملاهي وغيرها عامرة بالزوار.. كيف.. ولماذا هذه الديون بدلاً من الإيراد!! قيل لي كلام كثير عن مسلسلات كثيرة تم الصرف عليها دون أن تري النور!!.. تم شراء سيناريوهات وقصص لا تصلح أساساً للدراما.. ومسلسلات لم يتم تسويقها أصلاً لأنها دون المستوي.. وكلام عن إيجارات كثيرة لم تسدد أو تأجل سدادها وتم نسيانها!! كان الكلام كثيراً.. هل هو بحق أو تشنيع أو صراع علي الكرسي أو فعل مسئولين كبار لا يسألهم أحد.. أو.. أو.. أو.. النتيجة في الآخر واحدة.. ديون وتسيب وفساد.. و.. و.
ہہہ
كتبت هذا الكلام وأكثر منه.. وكالعادة لم انتظر رداً ولا بياناً وكأننا نكتب علي سطح الماء!!.. فقد تعودنا هذا من المسئولين الذين يظنون أن الناس تنسي ظهراً ما قرأته في الصباح.. وأن المركب تسير.. ولا تلتفت لما حولها من صياح.. حتي لو غرقت المركب فهي ليست أول مركب ولا آخر مركب.. طناش من الحكومة وغير الحكومة!! ولكن الأخ أسامة هيكل أرسل بياناً رائعاً.. فيه اعتراف بالديون ومحاولة لإصلاح ما فات وتسديد الديون بالتدريج.. المدينة عرفت طريق الأرباح وعرفت الشفافية والمحافظة علي مال الدولة وسددت خلال عامين 185 مليون جنيه.. ووضعت خطة للإنتاج ملخصها "التسويق قبل الإنتاج".. كانت الأموال تدفع لا قبل الإنتاج فقط.. بل لمجرد وجود فكرة ما!!
ہہہ
وكنت قد اشرت إلي ما تفعله مدن الإنتاج في العالم وهي فتح أبوابها لشركات أجنبية للتصوير أو الدوبلاج مثلاً.. سوريا استولت من سنوات طويلة علي المسلسلات التركية والهندية.. المغرب اتفقت مع هوليود بكل ثقلها علي منحها تسهيلات بلا حدود لتصوير ما تفتقده هوليود من مناظر صحراوية معينة.. كل مسلسلات انجلترا وأمريكا يتم دوبلاجها في فرنسا.. وهكذا.. الأخ أسامة هيكل يقول في بيانه إن هناك مخاطبات مع بعض مدن العالم المختلفة في هذا الشأن.. وعلي بركة الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف