ما هذه الفوضي التي تسود الفن في هذه الأيام؟ خبران غريبان في كل صحف صباح الأمس الاثنين!! المهرجان القومي السينمائي سيقام في الفترة من 12 أكتوبر الحالي إلي 20 أكتوبر الحالي أيضا.. حاجة غريبة.. ثم يقال انها دورته العشرين يعني اقيم هذا المهرجان 19 من قبل واعتذر عن جهلي فلم اسمع أو اقرأ أو أري شيئا عن الـ 19 مهرجانا السابقة والكارثة الحقيقية ان وزارةالثقافة هي التي تقيم المهرجان لأن الذي وزع الخبر بصيغة واحدة علي كل الصحف الدكتورة نيفين الكيلاني رئيسة قطاع صندوق التنمية الثقافية.
اعذروا جهلي وقولوا لي: إذا كانت وزارة الثقافة هي التي تنظم المهرجان القومي من كل الوجوه فمن الذي ينظم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي؟ وهل المهرجانان تحت رعاية نفس الوزارة في شهرين متتابعين كيف ولماذا؟ وهل هناك فائض في ميزانية الدولة لمثل هذا التهريج وهل اخطرنا دول العالم بالمهرجانين المتتاليين في نفس المكان دار الأوبرا تحت رعاية نفس الهيئة "الوزارة" وهل وصل الأمر إلي أن ننافس انفسنا.. المهرجان القومي سيقوم بتكريم شويكار وحسن يوسف وأنا اهنئه علي هذا الاختيار لظروفهما المالية وانا قريب منها ولكن ألم يكن مهرجان مصر الدولي الكبير أولي بهما؟
مهرجان مصر الدولي قصة كفاح فنية تستحق كتابا يروي حب مصر للفن عموما.. قصة ابطالها كمال الملاخ واحمد ماهر وسعد وهبة وغيرهم.. لقد كافحنا كثيرا وطويلا لكي نصل إلي كلمة الدولي ويعترف بنا العالم كله فلماذا ننافس انفسنا بهذه الطريقة الفجة! يقام المهرجان القومي قبل المهرجان الذي يحمل اسم القاهرة بأيام وأسابيع.. ما هذا التهريج الذي يحدث في البلد؟
***
وهناك تهريج آخر أهم.. تهريج خاص بمهرجان التليفزيون منشور في كل صحف الاثنين بجوار تهريج السينما القومية.
منذ خمس سنوات وأوضاع البلد لم تسمح باقامة مهرجان للإذاعة والتليفزيون رغم اقامة كل المهرجانات الفنية المختلفة ورغم ان مهرجان الاذاعة والتليفزيون هو الأهم من كل الوجوه.. ليس من الناحية المادية فقط باعتباره المهرجان الوحيد الذي له عائد لصالح الدولة بل الأهم هو ان المهرجان الذي يجمع كل الفنانين والفنانات العرب وهو أهم وافعل وخير للعرب وقضاياهم الفنية وغير الفنية من كل اجتماعات جامعة الدول العربية منذ عام ..1945 رجال وسيدات الفن العرب تجمعهم محبة وصداقةوتعاون واعضاء جامعة الدول العربية بينهم حروب ومؤامرات وغل ونسف وعداء بلا حدود!! كان صفوت الشريف دائما يقول: الجائزة عربية يعني أي فائز سيكون عربيا يعني نحن جميعا فائزون.
خلال الخمس سنوات العجاف كانت احدي الشركات تحاول ان تنظم مهرجانا للاذاعة والتليفزيون ورغم مساعدات بعض كبار العاملين في ماسبيرو خلال هذه الفترة لم ينجح ولم يشعر أحد بهذه المهرجانات فقد كان الاقبال ضعيفا والحضور محدودا والمكاسب المادية ضئيلة إلا اننا كتبنا طوال السنوات الماضية ان مجرد استغلال اسم مصر خطأ وخطيئة.. دون جدوي.. أمس الاثنين اقرأ في كل الصحف بطريقة "المبني للمجهول علي رأي اللغة العربية" أسند "ضمة علي الألف" اسند للمخرج السينمائي!! تصوروا!! محمد النجار رئاسة اللجنة المنظمة لمهرجان القاهرة للتليفزيون والبث الفضائي الذي سيبدأ يوم 30 أكتوبر بعد مهرجان السينما القومي بعشرة أيام وتم حذف الاذاعة من المهرجان ومن الذي ألف اللجنة ومن هم الأعضاء قصة مؤسفة أخري!!