"التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن" شعار أطلقه الأديب ووزير التعليم طه حسين بمنتصف القرن الماضي، ولكن منذ توالي وزراء التعليم أصبح الشعار " سمك لبن تمر هندي" لتضارب سياستهم التعليمية وإنهيار منظومة كانت يوماً مفخرة لمختلف المجالات.
ولكن الوزارة أعلنت مؤخراً أن أهم مشاكل التعليم في مصر هي الكثافة المرتفعة بالفصول التي وصلت ١٢٠ تلميذاً في بعض المدارس بالمدن فكيف تكون بالقري والنجوع ، ورغم استعارت الوزير لكلام " أن التعليم قضية أمن قومي ويجب تضافر الجهود من أجله " وإطلاقه المبادرة القومية للاستثمار في التعليم بهدف بناء المدارس بالتعاون مع المستثمرين بعنوان " شارك من أجل مستقبل أبنائنا " ، وإن التعليم قضية مجتمع وليست قضية وزير، إلا أنه للأسف الشديد أصدر قرارًا وزاريا بأن تكون كثافة الفصول المدرسية ٥٠ طالباً لقلة عدد المدارس بل أجبر المدارس التي كانت تقل الكثافة بالفصول عن ٥٠ بأن تضم فصول وتزيد الكثافة ، وذلك بسبب قلة عدد المدارس التي تبلغ ٥٣ ألف مدرسة موزعة على ٢٥ ألف مبنى وبلغت الكثافات الطلابية ٤٢٪ وهناك قلة في عدد المدرسين بعد توقف التعيينات والاستغناء عن المتعاونين بالحصة ، بل زاد الطين بلة أن " الناس اللى بيقولوا إن ولادنا مش بيحصّلوا فى المدرسة وبيطالبوا بالدروس الخصوصية بقول لأبنائهم الطالب اللى يعجبه مدرس فى مدرسة يروح عنده فى المجموعة المدرسية، وهذا يتيح للطالب أن يختار معلمه”.
ومما سبق نجد الوزارة زادت الكثافة بالفصول بحد أدني ٥٠ طالباً دون الإهتمام بما يؤدي ذلك من ضعف القدرة علي التعلم والفهم الجيد للتلميذ وكم من جهد للمعلم لتوصيل معلومة لهذا العدد مما يجعل الفهم رفاهية يصعب وجوده غير عدم السيطرة علي التلاميذ أو معرفة أسمائهم وتصحيح كراساتهم.
وحتي لا نخترع العجلة إن أرادنا تقدماً فلنتعلم من رؤية غيرنا من البلدان فاستراليا متوسط عدد التلاميذ بالفصل ١٨ طالباً وفرنسا ٢٣ طالباً والصين ذات عدد السكان أكثر من مليار نسمة بالفصول ٢١ تلميذاً ، وثانيا بدلاً من محاربة فكرة الدروس الخصوصية يقنن فكرة الدروس الخصوصية عن طريق المجموعات المدرسية والطالب يذهب فيها برغبته للمدرس اللي يعجبه باي مدرسة ليعلن وفاة الفصل المدرسي وهيبة مدرس المدرسة ويحول المدرسة لسنتر مقنن ، بل يزد الأمور تهريجا بالإعلان المضحك بخلو ١٧ محافظة من الدروس الخصوصية والعمل الجدي لعودة الفصل الدراسي بالمدرسة لهبيته المفقودة ورجوع التلاميذ للفصول المهجورة بعد هجران المعلمين لمراكز الدروس الخصوصية التي تلتهم جيوب الأسر المصرية بحوالي ١٥ مليار جنيه سنوياً.
إن إرادنا تقدماً وتنمية فالطريق الوحيد العلم والتعليم ، لا الفهلوة أو العنهجية وتذكروا بأني نهضة مصر محمد علي باشا بإرساله البعثات العلمية لجميع الدول المتقدم ، وأن نأخذ تجارب من كنا يوماً مصدراً لهم مثل كوريا وإندونيسيا وماليزيا والهند فأصبحوا حلمًا نتمني معايشته ، ونتخلي عن إختراع العجلة ونتخلص من كبسة التلاميذ بالفصول !!!!.